السبت 18 مايو 2024
مجتمع

مراجعة مناهج التربية الدينية: هل فعلا يقف المشكل عند حدود التسمية بين التربية الإسلامية والدينية ؟

 
 
مراجعة مناهج التربية الدينية: هل فعلا يقف المشكل عند حدود التسمية بين التربية الإسلامية والدينية ؟

في خطوة غير مسبوقة؛ بعثت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، رسائل إلى كل من رئيس الحكومة بنكيران، و رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين عمرعزيمان، و وزير التربية الوطنية بلمختار، وعبرت من خلالها عن رفضها المطلق لتغيير تسمية مادة" التربية الإسلامية " بـ" التربية الدينية ". كما انتقدت المدة الزمنية المخصصة لتأليف الكتب المدرسية التي تم تحديدها في شهر ونصف أي في متم 31 يوليوز كأخر أجل.
هذا، وجدير بالإشارة؛بأنه كان قد تم الإعلان الرسمي عن مراجعة مناهج التربية الدينية، خلال مجلس وزاري ترأسه الملك محمد السادس بالعيون في شهر فبراير من السنة الجارية، حيث أعطى؛ وقتئذ تعليماته لكل من وزير التربية والتكوين المهني ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بضرورة مراجعة برامج ومقررات تدريس التربية الدينية من أجل إعطاء اهمية أكثر للتربية على القيم الإسلامية السمحة الداعية إلى الوسطية و الاعتدال والتسامح والتعايش مع مختلف الثقافات الإنسانية، وفي هذا السياق سبق للشيخ أحمد الريسوني مؤسس حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي والإيديولوجي لحزب "البيجيدي" في إحدى خرجاته بأحد المواقع المحسوبة على التيار السلفي بأنه فيما يخص موضوع مراجعة مناهج التربية الدينية أن أكد على " عدم الربط بين تدريس مادة التربية الإسلامية وتنامي السلوك الإرهابي في المغرب"، وأبعد عن هذه المادة التدريسية "شبهة التطرف".
وتساءل المحللون باستغراب عن سر تناسي الريسوني في خرجته هذه في أن قرار المراجعة هو قرار سيادي صادر عن أعلى سلطة في البلاد واعتراف من الدولة بوجود خلل في تدريس هذه المادة يجب تداركه، وإلا لما كانت الدعوة لمثل هذه المراجعة !!
و تحرك الجمعية المذكورة إذن يطرح سؤالا عريضا حول بواعثه ومن يقف وراءه في هذا الظرف بالذات؟
وفي تصريح خص به "أنفاس بريس" أستاذ عضو بالجمعية،طلب عدم الكشف عن اسمهـ أشار أنه منذ سنة ووزارة التربية الوطنية تشتغل على مراجعة البرامج والمقررات عبر مجموعة من اللجن من مفتشين وأساتذة منهم اساتذة من التعليم العالي، كما الشروع في المراجعة كان فبل التعليمات الملكية والتي جاءت تتويجا للعملية، واعطت لمادة "التربية الإسلامية "بعدا قيميا بحيث أصبح حاضرا بشكل أكثر كما أن مداخل مهمة جدا تمت إضافتها قصد ترسيخ العقيدة الإسلامية والأخلاق الإسلامية، و اصبحت المقررات الحالية تستجيب لبعض القيم الأصيلة التي كانت غائبة في المقررات السابقة وحول إصرار البعض على عدم تغيير الإسم والإحتفاظ بتسمية التربية الإسلامية وليست الدينية ؟! أكد محدثنا بأنه إذا كان ربي يقتضي ب"ان الدين عند الله الإسلام "فالمقصود بالتربية الدينية هو الإسلام وليس شيئا آخر كما أنه ليس هنالك حرج في أن أقول التربية الإسلامية أو الدينية وإن كان مسمى الدين هو الأصل والأشمل لأنه يضم الشريعة والعقيدة والأخلاق والمعاملات، كما أن مسألة التسمية هذه لاعلاقة له بالمرة بالحقل الديني لأمارة المؤمنين، و كل ادعاء خلاف ذلك فهو يدخل من باب الإفتراء ، ثم يضيف عضو الجمعية بأن مادة التربية الإسلامية ليست بالجديدة، بل يرجع تاريخها إلى الحقبة الإستعمارية، وبالتالي فالتركيز لا يجب أن يقف عند مشكل التسمية أو شيء من هذا القبيل، ولكن في مضمون وثيقة المراجعة والتي تميزت بمستوى عالي وعمق في التكوين وفي التفكير وعن توقيت بدء العمل بالمناهج الجديدة ذكر محدثنا بأن الوزارة أصدرت مذكرة مؤخرا تم بموجبها استدعاء الأساتذة لتاليف الكتب والمقررات والأكراه الوحيد يتمثل في الوقت وطريقة تدبير فرق العمل مع دور النشر .