Sunday 11 May 2025
مجتمع

أكثر من 12 مليون تبرع بها قضاة الرابطة ليتامى المحمدية

أكثر من 12 مليون تبرع بها قضاة الرابطة ليتامى المحمدية

حلقت أرواح آباء وأمهات يتامى جمعية أحضان لرعاية الأيتام، في المحمدية، مساء أمس الجمعة 29 أبريل الجاري، حلقت فرحا واستبشارا وهي ترى قضاة ورجال أعمال ومحامون، يتنافسون ليس من أجل إقرار نص تشريعي يحمي مصالحهم ويحصن مكتسباتهم، بل تنافس شريف، من أجل من يقدم عرضا ماليا أفضل يتعلق بمن يدفع أكثر في لوحة فنية من إبداع هذا اليتيم او تلك اليتيمة..
فتح الدكتور عبد العالي المصباحي، المحامي العام بمحكمة النقض، جلسة الإحسان لليتيم، بقوله تعالى: "وأحسن كما أحسن الله إليك"، فكان التجاوب سريعا من قبل الحاضرين، منهم من كشف عن هويته والمبلغ الذي تبرع به، من باب التحفيز والتشجيع، ومنهم من فضل تقديم تبرعه، دون الكشف عن هويته، من باب "لاتدري شماله ما تصدقت به يمينه".. وفي كل خير..
افتتح التبرع، بتقديم شيك بمبلغ 20 ألف درهم، نظير مؤلف من مؤلفات الأستاذ المصباحي، باعتباره الممثل القانوني لرابطة قضاة المغرب، وتلته تبرعات لنفس الكتب، وهي موقعة من قبل دكتور في الحقوق، ومنها موقع بيتيمة تتلمس طريقها في النجاح، في أقل من نصف ساعة، تم جمع قرابة 100 ألف درهم، زاد الحماس، ومع إعلان كل متبرع، كان الحماس يزيد في القاعة، منهم من تحسس جيبه، ومنهم من أخرج دفتر شيكاته.. تنوعت نظائر التبرعات بين كتب قانونية ولوحات فنية، من إبداع يتامى جمعية أحضان لرعاية الأيتام بالمحمدية، التي تضم قرابة 500 يتيم من الجنسين.. لوحة فنية غاب عنها صاحبها، ليس لأنه خجول، بل لأنه يعاني من تخلف ذهني، وإعاقة في الكلام، ومع ذلك تزاحمت الألوان في لوحته، مشكلة إبداعا شهد له به أحد مؤطري ورشات الرسم.. توالى تقديم اللوحات، وارتفعت حدة المنافسة المشروعة، حتى بلغت إحداها 20 ألف درهم، اقتناها الأستاذ نور الدين الرياحي رئيس رابطة قضاة المغرب.. 
وبين كل لوحة ولوحة، كان اليتامى يبدعون شعرا ونثرا، والرسالة واحدة، "لا الندوات، ولا التوصيات، ولا الكلمات.. تسد رمقا، وتلبس عريانا، وتكفل يتيما.. نريد من يأخذ بأيدينا.. اليتيم يريد حقوقه، لا الصدقة، وله الحق في العيش الكريم"..
وفي هذا الصدد اعتبر الأستاذ رشدي محمد الصغير، رئيس المكتب الجهوي لرابطة قضاة المغرب بالدار البيضاء، أن ليلة التبرع، تندرج ضمن انفتاح القضاة على محيطهم، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، يحملون هم اليتيم، بعيدا عن الاحتكام للنصوص والتشريعات..
وفي نفس الاتجاه أشاد محمد شداد الحراق، بمبادرة رابطة قضاة المغرب، معتبرا إياها ذات معاني أخوية كبيرة، تدل على انخراط عميق للقضاة في مبادرات الإحسان..
يذكر أن ليلة التبرع لليتامى، جاءت تتويجا لندوة نظمتها الرابطة بكلية الحقوق بالمحمدية، حول "أية حماية قانونية لليتيم في التشريع المغربي؟" تطرق فيها المتدخلون، قضاة وجامعيون، لمفهوم اليتيم، وحمايته في الشريعة الإسلامية والقوانين الوطنية، ودور مؤسسات الحضانة والرعاية في حماية اليتيم..