قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي في رسالة إلى الإيرانيين في داخل البلاد يوم أمس الخميس بمناسبة انتخابات مجلسي الخبراء والشورى اليوم الجمعة، إن هذه المسرحية ليس لها أي فائز داخل النظام الذي سيكون برمته خاسرها وسيزداد سخط المواطنين ضد النظام وتتعمق وتحتدم صراعاته الداخلية.
وأكدت الزعيمة الإيرانية المعارضة أن نتيجة هذه المهزلة التي لا تحمل أية شرعية من وجهة نظر الشعب الإيراني ستقود إلى مزيد من الضعف في النظام الديكتاتوري الحاكم وإلى تصعيد أزماته الداخلية ومضاعفة الكراهية والسخط لدى الشعب الإيراني ضد عصابات الملالي الفاسدة المجرمة.
وأضافت رجوي أن النظام الملالي يرفض بشكل كامل حق الشعب في السلطة وانتخابهم الحر، حيث تعتبر ألاعيبه الانتخابية آلة لفرض نظام الخلافة العائدة من عصور الظلام إلى القرن الحادي والعشرين وكذلك وسيلة لإقصاء المنافسين من الساحة.
وأشارت رجوي إلى أنّه برغم أن جميع المرشحين هم موالون للولي الفقيه ومتورطون في جرائم النظام منذ سنوات، إلا أنه تم شطب معظمهم بسبب أبسط الخلافات لهم مع ولي الفقيه (المرشد الاعلى) علي خامئني. وأوضحت أن تأييد الرئيس الإيراني حسن روحاني لعملية الإقصاء الواسعة للمرشحين للانتخابات يؤكد مرة أخرى بأنه ليس لديه أية إرادة لتغيير الوضع ولا القدرة على ذلك وغايته وراء بعض عبارات المرونة الخادعة التي يطلقها هو حفظ النظام برمته والحفاظ على موقعه الشخصي في الرئاسة.
وأضافت أن الأزمة المتفاقمة الناجمة عن تراجع النظام عن القنبلة النووية وصلت اليوم إلى قمة الحكم حيث انكسرت هيمنة وهيبة خامنئي داخل النظام وباتت سطلته عرضة للتحدي كما أن الحديث عن موضوع خلافته تحول إلى صراعات علنية ويومية.
وأوضحت رجوي أن خامنئي هو من قاد شخصيا عملية إقصاء المنافسين بلا هوادة عن طريق تشكيل لجنة من كبار قادة قوات الحرس، ولكنه مع ذلك لم يستطع احتواء الأزمة، كما أن تحذيرات قادة النظام من "فتنة أخطر مما حدث عام 2009" تشير إلى خوفهم من انتفاضة عارمة واقعة لامحالة.
وأكدت رجوي أن مسرحية الانتخابات غدا تواجه مشاعر السخط والاشمئزاز لدى المواطنين ضد النظام والمجموعات المنافسة.. وأضافت "أن النظام يحاول وكدأبه أن يظهر عدد المشاركين في الانتخابات بأعداد كبيرة، وذلك من خلال عمليات التزوير واختلاق أرقام فلكية إلا أنه في هذا العام حتى الأوساط الداخلية والهامشية للنظام تحث عن عدم جدوى هذه الانتخابات، لذلك قام خامنئي بإصدار فتاوى تثير السخرية حيث قال إن المشاركة في الانتخابات واجب شرعي وفرض عين وأعلن أن الادلاء بصوت أبيض خلاف للشرع مدعيا ان المشاركة في الانتخابات غير منوطة بإذن الزوج والغاية منه تشجيع منتسبي النظام وعوائلهم على المشاركة في الانتخابات".
وختمت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي قولها، إنه، وبعد الاتفاق النووي، وخلافا لبعض التوقعات في الغرب، يحاول خامنئي يائسا منع سقوط النظام وذلك بتصعيد القمع الداخلي وجرّ جيوشه وقواته إلى سوريا وسعيه لحفظ هيمنته على مجلس الشورى ومجلس الخبراء.. مشددة بالقول "إلا أن هذه المسرحية ليس لها أي فائز داخل النظام وسيكون النظام برمته خاسرها وسيزداد السخط والاشمئزاز لدى المواطنين تجاه الملالي و تتعمق وتحتدم صراعات النظام الداخلية".
وأعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا فضلي، اليوم، أن أكثر من 1200 مرشح للانتخابات قد انسحبوا من خوض السباق في حين يتنافس 159 مرشحًا في انتخابات مجلس خبراء القيادة الذي يضم رجال دين مكلفين بتعيين أو إقالة المرشد الأعلى.
وأشار إلى أنّ نسبة النساء المرشحات في الانتخابات تبلغ 10 في المئة ويصل عددهن إلى 500 بعد إعلان حوالى 100 منهن انسحابهن فيما لم تدخل أي امرأة في سباق الترشح لمجلس الخبراء.
ويهيمن المحافظون المتشددون على مجلس الشورى البالغ عددهم 290 ومجلس الخبراء الذي يضم 88 عضوًا حاليًا.