في القضايا الإستراتيجية الكبرى، تتم قراءة التحولات من خلال التصريحات، وعبر تتبع تحركات القادة وقراءة ما بين السطور. وفي هذا الإطار تكتسب الزيارات الأخيرة التي قام بها جلالة الملك إلى الإمارات ثم مصر وفرنسا، دلالة خاصة لا يمكن فصلها عن ملف الصحراء المغربية. فهذه التحركات التي اتسمت بطابع نصف خاص ونصف رسمي، وبقدر عال من التكتم لم يرشح عنها أي معطى حول مضمون اللقاءات سواء مع محمد بن زايد أو عبد الفتاح السيسي. غير أن السياق الإقليمي يسمح بفهم اتجاهها العام. فالعلاقات بين الجزائر والإمارات بلغت مستوى غير مسبوق من التوتر، نتيجة الدور المتنامي الذي تلعبه أبوظبي في دعم تموقع المغرب كقوة إقليمية صاعدة. سواء عبر تمويل مشاريع استراتيجية كأنبوب الغاز نيجيريا المغرب، أو عبر دعم استقرار المنطقة وتعزيز التوازنات العسكرية. وهو ما يفسر حدة لهجة الخطاب الجزائري تجاه الإمارات.
وفي المقابل تبدو القاهرة أمام معادلة جديدة، فمصر التي التزمت طويلا الحياد في ملف الصحراء مع ميل مضمر للجزائر، تواجه ضغوطا اقتصادية خانقة، وتبحث عن استثمارات كبرى تضمن استقرارها الاجتماعي. وهنا تبرز الإمارات كشريك مالي وسياسي قادر على لعب دور حاسم مقابل مواقف واضحة في ملفات استراتيجية من بينها ملف الصحراء.
كما أن تقاطع الرؤى بين المغرب ومصر والإمارات حول قضايا إقليمية كبرى، من فلسطين إلى العلاقة مع واشنطن وإسرائيل، يعزز فرضية حدوث إعادة تموقع مصري تدريجية قد تنعكس إيجابا على الموقف من الصحراء المغربية، سواء داخل الإتحاد الإفريقي أو خارجه.
وفي المقابل تواجه الجزائر عزلة إقليمية متنامية، شرقا ليبيا (حفتر) غير ودية، وجنوبا دول الساحل تتعامل معها بريبة، وغربا المغرب يراكم مكاسب دبلوماسية واقتصادية متسارعة. وبدون دعم مصري وازن تبدو الجزائر أقرب إلى مواجهة هذا المشهد منفردة. وهو ما يفسر محاولاتها المحمومة لتعزيز تحالفات هشة في محيطها المباشر (تونس قيس سعيد).
وفي المحصلة لا تعكس التحركات الملكية الصامتة مجرد جولة دبلوماسية بل تؤشر على مرحلة جديدة في تدبير ملف الصحراء، عنوانها تثبيت المكتسبات وتوسيع دائرة الداعمين، وإعادة رسم التوازنات الإقليمية بهدوء لكن بفعالية.
وفي المقابل تبدو القاهرة أمام معادلة جديدة، فمصر التي التزمت طويلا الحياد في ملف الصحراء مع ميل مضمر للجزائر، تواجه ضغوطا اقتصادية خانقة، وتبحث عن استثمارات كبرى تضمن استقرارها الاجتماعي. وهنا تبرز الإمارات كشريك مالي وسياسي قادر على لعب دور حاسم مقابل مواقف واضحة في ملفات استراتيجية من بينها ملف الصحراء.
كما أن تقاطع الرؤى بين المغرب ومصر والإمارات حول قضايا إقليمية كبرى، من فلسطين إلى العلاقة مع واشنطن وإسرائيل، يعزز فرضية حدوث إعادة تموقع مصري تدريجية قد تنعكس إيجابا على الموقف من الصحراء المغربية، سواء داخل الإتحاد الإفريقي أو خارجه.
وفي المقابل تواجه الجزائر عزلة إقليمية متنامية، شرقا ليبيا (حفتر) غير ودية، وجنوبا دول الساحل تتعامل معها بريبة، وغربا المغرب يراكم مكاسب دبلوماسية واقتصادية متسارعة. وبدون دعم مصري وازن تبدو الجزائر أقرب إلى مواجهة هذا المشهد منفردة. وهو ما يفسر محاولاتها المحمومة لتعزيز تحالفات هشة في محيطها المباشر (تونس قيس سعيد).
وفي المحصلة لا تعكس التحركات الملكية الصامتة مجرد جولة دبلوماسية بل تؤشر على مرحلة جديدة في تدبير ملف الصحراء، عنوانها تثبيت المكتسبات وتوسيع دائرة الداعمين، وإعادة رسم التوازنات الإقليمية بهدوء لكن بفعالية.

