الاثنين 29 إبريل 2024
خارج الحدود

هل تجرؤ الجزائر على إعلان قيام "جمهورية تندوف العربية"؟

هل تجرؤ الجزائر على إعلان قيام "جمهورية تندوف العربية"؟

"هي زيارة رئيس دولة للجزائر.."، هكذا وصفت وسائل إعلام جزائرية اللقاء الذي جمع بالرجلين المريضين، بوتفليقة الجزائر وعبد العزيز البوليساريو، هذا الأخير، لم يصل للعاصمة الجزائر من خارج حدود بلد "المليون شهيد"، بل قدم إليها من ولاية تندوف الجزائرية، عبر طائرة الخطوط الجزائرية، وعليه فإن تقديمه، كما جرت العادة الإعلامية، رئيسا للجمهورية الصحراوية، هو من قبيل الترويج الإعلامي المضلل، مادام أن سلطة محمد عبد العزيز، هي أقل بكثير من والي ولاية تندوف، فبالأحرى أن يكون رئيسا لجمهورية مزعومة محروسة من قبل عناصر الدرك الجزائري، ولعل هذا الإحساس الدوني، هو ما جعل عبد العزيز يكرر شكره للرئيس المقعد، كونه أول رئيس عربي وجزائري يزور "الجمهورية الصحراوية"، والأصح أن رجل الجزائر المريض زار جزء من بلاده الذي يحتضن مخيمات الصحراويين، فهل هذا يعني أن الجزائر تنازلت عن تراب ولاية تندوف لصالح عبد العزيز ومن معه؟ أم أن الجزائر استعادت صوابها، لتسمح للصحراويين بإقامة "جمهورية تندوف العربية"، مادام أنها تناصر قضايا التحرر؟ ثم ألا يشكل هذا التنازل حلا نهائيا لقضية عمرت 40 سنة؟ ليصبح من يتطلع ليكون رئيس الجمهورية والي ولاية تندوف؟ وحتى لو افترضنا أن الزيارة هي زيارة رئيس دولة لزميله، ألا يتطلب الأمر بروتوكولا يليق بمقام الرئيسين، أم أن المرض حال دون ذلك، لتنقل لنا وسائل الإعلام، صورتهما قاعدين يتحدثان بصوت خافت، ويطلع علينا زعيم البوليساريو، في كلمة كلها شكر وثناء، وكأنه أحد رعاياه، حتى تخيل إلى من يتتبعه، أن الأمر يتعلق فعلا باستقبال رئيس الجزائر لأحد ولاته؟

هي ترهات رجلين مريضين يبدو كما قال المبعد الصحراوي، مصطفى سلمى ولد مولود، قد أثرت العقاقير والأدوية في عقليهما، واحد يعتبر نفسه فعلا رئيس دولة، والثاني يعتبر نفسه شبه رئيس لشبه دولة، يبدوان من خلال ما تسرب من لقائهما أنهما خارجا التغطية الإقليمية والدولية.