Monday 1 December 2025
مجتمع

أول ملتقى لقبائل أيتوسى في أسا.. تثمين القرار 2797 ودعوات للتحفيظ والإعمار

أول ملتقى لقبائل أيتوسى في أسا.. تثمين القرار 2797 ودعوات للتحفيظ والإعمار يشكل هذا الملتقى وفق منظميه محطة تأسيسية ستليها لقاءات دورية لتقييم مخرجاتها ومواكبة تنفيذ توصياتها
شهدت مدينة أسا، يوم السبت 29 نونبر 2025، انعقاد الملتقى الأول لقبائل أيتوسى تحت شعار "قبائل أيتوسى: الوحدة ورهانات المستقبل"، في لحظة تعبوية ذات رمزية وطنية قوية تأتي تفاعلاً مع مستجدات القرار الأممي رقم 2797، الذي دعا إلى مواصلة المسار التفاوضي حول مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل سياسي واقعي ونهائي لقضية الصحراء.
 
يأتي هذا اللقاء في ظرفية دقيقة تشهدها المنطقة، بعد أن جدد مجلس الأمن دعمه للمسار السياسي القائم على الواقعية وروح التوافق، مثمنا الجهود الجدية التي تبذلها المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس لإيجاد تسوية نهائية للملف في إطار السيادة الوطنية.

وفي هذا السياق، حرص شيوخ وأعيان قبائل أيتوسى على التأكيد خلال الملتقى على الانخراط التام في الدينامية الوطنية الرامية إلى تجسيد مشروع الحكم الذاتي، باعتباره الإطار الأنسب لضمان الاستقرار والتنمية وإشعاع الأقاليم الجنوبية.
 
عرف اللقاء نقاشا موسعا وحوارا مسؤولا حول أوضاع قبائل أيتوسى وإقليم أسا الزاك عامة، وخلص إلى مجموعة من التوصيات ذات الطابع التنظيمي والاجتماعي والاقتصادي.

فقد أثنى المشاركون على القرار الأممي الأخير ودلالاته السياسية الإيجابية، كما أعلنوا عن تشكيل فريق عمل قانوني من المحامين المتخصصين من أبناء القبيلة لمتابعة الملف العقاري لأراضي القبيلة بعد صدور الحكم الاستئنافي الأخير.

 
 
ودعا المجتمعون إلى تسريع وتيرة التحفيظ الجماعي وتمكين أبناء المنطقة من الاستفادة العادلة من أراضيهم قصد استغلالها في مشاريع إنتاجية ودعامة للفلاحة المحلية، إضافة إلى مطالبتهم بالإسراع في تهيئة منطقة المحبس وتعميرها لما تمثله من رمزية وطنية وجغرافية في خارطة الأقاليم الجنوبية.
 
من بين أبرز التوصيات التي خرج بها الملتقى أيضا الدعوة إلى إرساء مجلس عرفي دائم يضطلع بمهمة التنسيق القبلي وتوحيد القرار والتوجهات العامة، بما يكفل تماسك المكون الأيتوسي في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

كما أكد المشاركون على ضرورة "تخليق النقاش العمومي" والنأي بالقبيلة عن أي استغلال سياسي أو حزبي يمكن أن يفرغ رسالتها الوطنية من مضمونها الوحدوي.

حضر اللقاء شخصيات محلية ووطنية تمثل مختلف القطاعات والمؤسسات المنتخبة، إلى جانب باحثين وإعلاميين مهتمين بقضايا الصحراء والتنمية المجالية. وقد نوهت العديد من التدخلات بالدور التاريخي لقبائل أيتوسى في الدفاع عن وحدة التراب الوطني منذ معارك المقاومة ضد الاستعمار إلى المرافعة عن المشروع التنموي المتجدد الذي تشهده الأقاليم الجنوبية اليوم، خصوصا في ظل مواصلة تنزيل النموذج التنموي الخاص بهذه المناطق.

ويشكل هذا الملتقى، وفق منظميه، محطة تأسيسية ستليها لقاءات دورية لتقييم مخرجاتها ومواكبة تنفيذ توصياتها، بما يضمن انخراطا فعليا لأبناء أيتوسى في الورش الوطني الكبير لترسيخ مغربية الصحراء وبناء مستقبل منفتح على التنمية والاستقرار.