يتواصل موسم قطف الزيتون في قرى محافظة القدس بدعم من وكالة بيت مال القدس الشريف، ضمن حملة "عونة" السنوية، التي تنظمها الوكالة للعام السادس على التوالي. وفي هذا الإطار، شاركت فرق الوكالة في قرية الجديرة شمال غرب القدس، لدعم وتمكين المزارعين المقدسيين، بمشاركة عدد من المؤسسات الفلسطينية المعنية.
تهدف حملة "عونة" إلى مساعدة المزارعين المقدسيين على الوصول إلى أراضيهم في ظل التحديات والمضايقات المستمرة من بعض أصحاب الأراضي المحاذية للمستوطنات. وتشمل الحملة هذا العام أكثر من 25 قرية ونحو 2520 مزارعًا في ضواحي القدس، ضمن مشاريع الموسم الاقتصادي والاجتماعي 2025-2026، الذي انطلقت فعالياته مطلع أكتوبر الجاري، وفق خطة الوكالة السنوية لتنفيذ مشاريع ملموسة يعود أثرها المباشر على المستفيدين.
وأكد عبد الله صيام، نائب محافظ القدس، أن إطلاق الحملة للعام السادس يعكس عمق الشراكة مع وكالة بيت مال القدس الشريف، مشيدًا بالدعم المغربي المستمر للمزارعين المقدسيين. وأضاف صيام أن موسم قطف الزيتون يشكل مناسبة وطنية هامة، تعكس التمسك بالأرض وبالشجرة التي تمثل جزءًا من هوية فلسطين.
من جهته، أثنى أحمد برجس، رئيس بلدية الجديرة، على جهود وكالة بيت مال القدس الشريف بالتعاون مع المحافظة لدعم المزارعين وتعزيز تثبيتهم على أراضيهم، لا سيما خلال موسم قطف الزيتون. فيما أشار سامر عبد ربه، رئيس بلدية الجيب، إلى أن حملة "عونة" تعزز صمود المزارعين وتساهم بشكل كبير في استمرارهم على أرضهم.
وعبر المزارع سعدات غريب من قرية بيت إجزا عن تقديره للجهود المبذولة، مؤكدًا أهمية استمرار هذه الفعاليات لدعم المزارعين والحفاظ على أراضيهم وصمودهم.
بدوره، شدد أحمد أبو رحمة من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان على أن المشاركة في الحملة واجب وطني لدعم صمود المزارعين في مواجهة الاستيطان وجدار الفصل، مثمنًا الدور الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف والمحافظة في تنظيم الفعالية.
وأوضح المهندس أشرف طه من جمعية الإغاثة الزراعية أن الحملة انطلقت مطلع الشهر الجاري وتشمل جميع مناطق الضفة الغربية، بمشاركة متطوعين للمساعدة في قطف الزيتون في المناطق القريبة من الجدار والمستوطنات.
وأوضحت فيحاء نجم، مديرة مديرية الزراعة في محافظة القدس، أن الحملة مكّنت خلال السنوات الماضية من توفير المعدات والمستلزمات الزراعية للمزارعين، مشيرة إلى أن الأراضي المستهدفة هذا العام تقع في مناطق مهددة بالاستيطان، وتم العمل على تأهيلها وحفر آبار لتوفير المياه اللازمة.
أما الدكتورة تهاني اللوزي، منسقة حملة "عونة"، فأكدت أن الحملة تشمل العمل في 16 بوابة زراعية داخل الجدار وعدد من المناطق الزراعية الأخرى، موضحة أن إجمالي مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة يصل إلى نحو 19 ألف دونم، تشمل آلاف الأشجار الرومية المعمّرة التي تتجاوز أعمارها آلاف السنين. وأضافت أن عدد المزارعين في المحافظة يبلغ نحو 2500 مزارع نباتي و1500 مزارع للثروة الحيوانية.