Saturday 25 October 2025
Advertisement
جالية

فرانكفورت... المعهد المغربي الألماني يناقش دور الجالية المغربية في التنمية

فرانكفورت... المعهد المغربي الألماني يناقش دور الجالية المغربية في التنمية جانب من اليوم الدراسي
نظَّم المعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث بشراكة مع جمعية أمانة يومًا دراسيًا تواصليًا تحت شعار:" المواطنة بلا حدود: دور الجالية في التنمية المستدامة ".
 
اليوم الدراسي الذي جاء على هامش المعرض الدولي للكتاب في دورته السابعة و السبعين بفرانكفورت، عرف مشاركة نسيج متنوع جمع بين تخصصات مختلفة، من فاعلين في المجتمع المدني، باحثين و أكاديميين من المغرب و ألمانيا، و كفاءات مغربية من أطباء و محامين و متخصصين في مجال التكوين المهني وتدريس اللغة الألمانية والاستثمار.
 
و في كلمة افتتاحية، أكدت الإعلامية والباحثة في قضايا الهوية، و المرأة و الهجرة و اللجوء بمركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة ماربورغ الألمانية و مديرة المعهد المغربي الألماني للدراسات و البحوث، على ضرورة مثل هذه اللقاءات التي تجمع مختلف الفاعلين المغاربة في ألمانيا، للنقاش و تأسيس مساحة للحوار وتبادل التجارب والخبرات
والعمل المشترك، كما أكدت يقين على ضرورة التنسيق و التشبيك بين مختلف الفاعلين المغاربة في ألمانيا، و تأسيس مرحلة جديدة، تقوم على التعاون والعمل المشترك من أجل المساهمة في حل مشاكل ترتبط بالجالية المغربية في ألمانيا خصوصا الجديدة منها، كما أشارت إلى كون الجالية المغربية في المانيا تشكل قوة اقتراحية في مجالات مختلفة، و هي قوة لا بد من الاستفادة منها.
 
كما أكدت على ضرورة الاهتمام بالخبرات و التجارب المغربية في ألمانيا، و جعل هذه التجارب مادة و معطيات للبحوث الأكاديمية الجامعية، و الاشتغال على الذاكرة المهجرية.
 
من جهته، تناول مجيد الحمدوشي، رئيس جمعية أمانة، تجربته الشخصية كمغربي وُلد في ألمانيا، مشيرًا إلى دوره في تعزيز التواصل بين أفراد الجالية والبلد الأم، وانخراطه في مبادرات القوافل الطبية التي تنظمها الجمعية في مدن مغربية عدة مثل الناظور، مكناس، العيون، والداخلة، بهدف تقديم المساعدات الطبية والتشبيك مع الأطر الصحية المغربية.
 
كما شدّد على أهمية دور الوالدين في تربية الأجيال الجديدة ليكونوا أفرادًا منتجين، و تعزيز العلاقة بالمغرب.
 
العالية ماء العينين، أستاذة الدراسات العربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أكدت من جهتها على ضرورة تغيير الصورة النمطية عن المواطن المغربي في الخارج، وإبراز مكانته كمصدرٍ للعلم والمعرفة. فقد أصبح المغربي المقيم خارج الوطن فاعلًا في مسارات التنمية البشرية والاستثمار، و مساهما في ترسيخ ما يُعرف اليوم بـ «الدبلوماسية الثقافية» من خلال حضوره العلمي والثقافي في مختلف أنحاء العالم.
 
أما عبدالقادر محمدي،أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، فقد أكد على قيمة الارتباط بالأصل، مشددًا على أن التعليم والاجتهاد هما السبيلان لتحقيق تكافؤ الفرص والاندماج الإيجابي. وأضاف أن المغاربة يتميزون في مجالات متعددة بفضل الصبر وتراكم رأس المال الرمزي والاجتماعي، موضحًا أن الهجرة ليست عبئًا بل قيمة اجتماعية واقتصادية تعكس حيوية المجتمع المغربي وانفتاحه على العالم.
 
وقد أجمع المشاركون في اليوم الدراسي، على أنهم يرتبطون بالمغرب و يفتخرون بهويتهم المغربية، كما أنهم ينخرطون في التنمية في بلدهم الأم المغرب .
 
كما أجمع المشاركون على أن مغاربة ألمانيا اصبحوا يمتلكون قوة اقتراحية و سياسية، إذ يشارك الكثير منهم في الحياة الحزبية الألمانية، مثل المحامية و السياسية المغربية لبنى أورايش بمدينة راونهايم، التي تعرف إلى جانب مهامها المهنية، بمجهوداتها التطوعية في خدمة الجالية المغربية. المحامية و السياسية المغربية، أكدت في اليوم الدراسي على دور الجيل الأول في ألمانيا، و على المعاناة التي تحملها هذا الجيل الذي أتى ليعود و بقي هنا لأكثر من ستين سنة.
كما تم خلال اليوم الدراسي مناقشة أهم التحديات التي تواجه الأسر المغربية، خصوصا النساء و الشباب، و أيضا الجيل الجديد من المغاربة الجدد في اطار التكوين المهني و التحديات و الصعوبات في ألمانيا بما في ذلك تعلم اللغة الألمانية، و ضرورة الاهتمام بهذه الفئة وتوجيهها، خصوصا بوجود مغاربة متخصصين في مجال التكوين المهني و تدريس اللغة الألمانية كإبراهيم الحياني و منير ميمان.
 
اليوم الدراسي لم يكن فقط مناسبة لمناقشة المواطنة بلا حدود و مشاركة الجالية في التنمية المستدامة، بل كان أيضا مناسبة لتبادل التجارب و الخبرات، و التفكير الجماعي والنقاش الأكاديمي حول أدوار الجالية المغربية في التنمية، و أيضا بحث سبل خلق شبكة تعمل بشكل تطوعي تجمع بين مختلف الفاعلين المغاربة في ألمانيا، من أجل المساهمة والمشاركة في تأطير و مساعدة المغاربة، سواء المقيمين في ألمانيا الذين يواجهون صعوبات على مستويات مختلفة، خصوصا الذين لا يتقنون اللغة الألمانية، أو المغاربة الذين هم على عتبة الهجرة إلى ألمانيا، خصوصا أن ألمانيا تعرف هجرة جديدة، و هي هجرة العمالة والتكوين المهني و الكفاءات الطبية والعلمية، التي يعتبر المغرب شريكا فيها.
 
كما أكد المشاركون على الاشتغال على منصة إلكترونية باللغتين العربية و الألمانية، يكون بمقدور الباحثين على المساعدة أو التوجيه أو الارشاد التواصل عبرها. و بالتالي حصر الخصاص و الاشتغال عليه حسب التخصصات، مما يمكن أن يشكل خطوة مهمة، يتم من خلالها دعم الجالية المغربية في ألمانيا، خصوصا الفئات التي تصطدم بمشاكل و تحديات مختلفة في ألمانيا، و أيضا من جهة أخرى التعريف بمختلف الفاعلين و الكفاءات في ألمانيا كل حسب تخصصه.