Friday 24 October 2025
Advertisement
فن وثقافة

جامعة ابن طفيل تحتضن ندوة دولية حول قضايا وآفاق التعاون بين المغرب وكوريا

جامعة ابن طفيل تحتضن ندوة دولية حول قضايا وآفاق التعاون بين المغرب وكوريا منير جري، مدير مختبر العلوم الاقتصادية والسياسات العمومية
في إطار تعزيز العلاقات الأكاديمية والعلمية والثقافية بين المملكة المغربية وجمهورية كوريا الجنوبية، ينظم مختبر العلوم الاقتصادية والسياسات العمومية (LSEPP) التابع لجامعة ابن طفيل ندوة دولية بتاريخ 25 أكتوبر ستخصص لمناقشة قضايا وآفاق التعاون في المجالات الاستراتيجية المشتركة بين البلدين بحضور باحثين مغاربة وأجانب.
 
وتشكل هذه الندوة إحدى أولى التجسيدات الفعلية للاتفاق المبرم بين جامعة ابن طفيل بالقنيطرة وجامعة جونبوك الوطنية في كوريا الجنوبية. ويهدف هذا الاتفاق إلى تشجيع تنقل الباحثين والطلبة، وتعزيز البحث العلمي المشترك، وتطوير مشاريع تعاون في مجالات ذات أثر استراتيجي على البلدين.
 
وقال الباحث منير جري، مدير مختبر العلوم الاقتصادية والسياسات العمومية بجامعة ابن طفيل في تصريح لجريدة " أنفاس بريس " إن الرابح الأكبر من ذا المشروع هم الباحثون المغاربة، حيث يهدف الى تشجيع إنجاز دراسات مقارنة للمغرب مع كوريا تشمل مجالات اقتصادية وسياسية واجتماعية، مع إصدار توصيات تخدم مصلحة البلدين، مشيرا بأن الأمر يتعلق ببرنامج دولي تستفيد منه عدد من بلدان العالم وضمنها المغرب الذي يعد أول بلد إفريقي يستفيد من البرنامج، كما أن جامعة ابن طفيل تعد الجامعة الوحيدة على الصعيد الإفريقي التي تضم مركز بحوث كورية والذي تم تدشينه عام 2024 بحضور رئيس جامعة ابن طفيل وسفير كوريا.
 
وعن المكاسب التي سيجنيها المغرب من هذا المشروع أشار محاورنا أن البرنامج يشمل إنجاز دراسات عن كوريا تشمل أيضا المغرب خلافا للبلدان الأوروبية التي تركز على إنجاز دراسات تهم بلدانها فقط، مضيفا بأن المختبر توصل ب 70 مداخلة علمية للمشاركة في الندوة العلمية بينما تم قبول 50 مداخلة، وتشمل دراسات للنموذج الاقتصادي الكوري مقارنة مع النموذج الاقتصادي المغربي، ودراسات للسياسات العمومية مثلا في قطاع التعليم حيث تعتبر كوريا متقدمة على المغرب في هذا المجال، والسياسة العمومية المتعلقة بالصحة، والسياسة العمومية المتعلقة بالنقل العمومي ، البنيات التحتية ..علما أن المغرب كان متقدم على كوريا الى حدود 1960، ومن هنا تكمن أهمية إنجاز دراسات مقارنة مع بلدان مثل كوريا واليابان وسنغافورة من أجل معرفة الوصفة التي تم اعتمادها من طرف هذه البلدان للوصول الى هذا المستوى، محذرا من استنساخ تجارب بلدان أخرى قبل معرفة مدى توافقها مع خصوصيات المغرب الثقافية وأسلوب عيش المغاربة، وعدد من الأمور.
 
وستشمل الندوة أربعة جلسات علمية : المعرفة، الانتقال الاقتصادي، الحكامة ، التعليم ، بمشاركة عدد من الباحثين المغاربة والكوريين من حقول معرفية مختلفة تشمل الاقتصاد والقانون ، العلوم الاجتماعية، العلوم التطبيقية..
 
ويشكل برنامج الانطلاقة للدراسات الكورية مبادرةً مشتركةً بين جامعة ابن طفيل وجامعة جون بوك الكورية، بدعمٍ من وزارة التربية والتعليم في جمهورية كوريا الجنوبية. ويندرج هذا المشروع في إطار دينامية التعاون الأكاديمي والعلمي والثقافي بين المغرب وكوريا الجنوبية، ويهدف إلى تكوين الجيل القادم من الخبراء المغاربة في مجال الدراسات الكورية. ويتجاوز هذا البرنامج مجرد تعلم اللغة والثقافة الكوريتين، ليُنشئ إطارًا منظمًا يتيح البحث والتكوين والتبادل العلمي بين البلدين.
 
وتتمثل أحد الأهداف الرئيسية لهذا البرنامج في إنشاء قطب كفاءات حقيقي في الدراسات الكورية بالمغرب، قادر على جمع الأساتذة والباحثين والطلبة حول مواضيع مشتركة. ومن خلال هذه المبادرة، تسعى جامعة ابن طفيل إلى تعزيز البحث الأكاديمي، وترجمة المؤلفات، ونشر الدراسات العلمية حول الثقافة والمجتمع والتاريخ الكوري. كما يشجع البرنامج على الحركية والتبادل الجامعي بين الباحثين المغاربة والكوريين، في منظورٍ يهدف إلى نقل المعارف وترسيخ الروابط بين المجتمعين العلميين في البلدين.
 
ويتضمن المشروع عدة أنشطة رئيسية تهدف إلى تجسيد هذه الطموحات، منها: إنشاء برامج للتكوين والبحث في مجال الدراسات الكورية، وتنظيم الندوات والمؤتمرات والبعثات التبادلية بصفة منتظمة، بالإضافة إلى إنتاج منشورات ومؤلفات علمية لنشر النتائج المحققة. وهذا المشروع الذي بدأ منذ عامين ستُرافقه مرحلة تتبع وتقييم سنوي وتثمين وفق المعايير المعتمدة من قبل أكاديمية الدراسات الكورية، ضمانًا للجودة العلمية والشفافية المالية للبرنامج وكدا من أجل نشر النتائج وحفظها على المنصة الدولية .WAKS الأرشيف العالمي للدراسات الكورية.
 
ومن بين الأنشطة التي سيتم الاستفادة منها نذكر منها تمويل النفقات المتعلقة بالمهام البحثية، ومنح الطلبة، والنشر، وأنشطة النشر العلمي. وتتولى جامعة ابن طفيل إدارة الأموال وفقًا لقواعد الشفافية والحكامة الجيدة المنصوص عليها في الاتفاقية الموقعة مع أكاديمية الدراسات الكورية.
 
يشمل هذا البرنامج شركاء رئيسيين هم: أكاديمية الدراسات الكورية (AKS) بصفتها الجهة الممولة، وجامعة ابن طفيل كمؤسسة مستفيدة، ومصلحة النهوض بالدراسات الكورية (KSPS) كجهة منسقة. ويشرف على المشروع الأساتذة هند باديح و فاطمة الزهراء عزيزي ومنير جيري عن مختبر العلوم الاقتصادية والسياسات العمومية بجامعة ابن طفيل، وكذا الأساتذة شو هواري وديوك سو كيم من الجامعة الوطنية الكورية جون بوك الذين سيتكفلون بالإشراف العلمي والإداري على مجموع الأنشطة.