Sunday 19 October 2025
Advertisement
منبر أنفاس

عمر المصادي: ما أحوجنا اليوم إلى وزراء مثل مدربي المنتخبات الوطنية المغربية!

عمر المصادي: ما أحوجنا اليوم إلى وزراء مثل مدربي المنتخبات الوطنية المغربية! عمر المصادي
في الوقت الذي يشعر فيه المواطن المغربي بخيبة أمل متزايدة من أداء عدد من وزرائه، وسط مشاهد تتكرر من التبرير واللامسؤولية، يسطع في المقابل نجم فئة أخرى من "القادة" المغاربة الذين يشتغلون بصمت، ويصنعون الفارق: إنهم مدربو المنتخبات الوطنية المغربية لكرة القدم.
فمن تابع الأداء المشرف للمنتخبات الوطنية المغربية في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى الكبار أو الفئات السنية، لا بد وأن لاحظ حجم الإنضباط، والتخطيط، والعمل الجماعي الذي يقف خلف الإنجازات، وهنا يطرح السؤال المشروع: لماذا لا نرى نفس الدينامية والكفاءة في تدبير الشأن العام من طرف بعض الوزراء؟
المدربون المغاربة لا يشتغلون بعقلية "الكرسي"، بل بعقلية "الفريق". لا يركضون خلف الأضواء، بل وراء النتائج، لا يختبئون خلف الأعذار، بل يواجهون التحديات بخطط مدروسة وروح قتالية عالية، إنهم نموذج للمسؤولين الذي يحسنون الإختيار، ويتقنون التواصل، ومؤمنون بالكفاءة لا بالقرابة أو الولاء.
ما أحوجنا اليوم إلى وزراء يشتغلون كما يشتغل مدربو المنتخبات:
بخطة واضحة لا بشعارات فارغة، بطاقم من الكفاءات لا من المحسوبين، بثقافة الإنجاز لا ثقافة التبرير، بروح الفريق لا منطق الفردانية، وباحترام المواطن كما يحترم الجمهور الرياضي.
الفرق واضح بين من يعتبر المنصب امتيازا، ومن يراه مسؤولية، بين من يكتفي بإدارة الأزمة، ومن يبدع في تجاوزها، بين من يغلق الأبواب، ومن يفتح الملاعب والأحلام.
لقد استطاع مدربو المنتخبات الوطنية أن يعيدوا الثقة للجماهير المغربية، فمتى يستطيع الوزراء أن يعيدوا الثقة للمواطنين؟ متى نرى في السياسة المغربية رجالا ونساء يلهمون كما يلهم المدربون؟ يفرحون كما تفرح المنتخبات؟ ويحاسبون أنفسهم كما يحاسب المدرب أمام كل كبوة؟
إن المغرب اليوم لا يحتاج فقط إلى كفاءات تقنية، بل إلى رجال دولة يؤمنون بالعمل، ويحترمون العقول، ويخدمون الشعب لا أنفسهم، وكما أبدع اللاعبون على أرض الملعب، نريد وزراء يبدعون في مجالاتهم، لا من أجل تصفيق عابر، بل من أجل وطن يستحق الأفضل.