Thursday 2 October 2025
خارج الحدود

الشرطة الفنلندية تُطيح بعصابة احتيال دولية كبرى تستهدف المسنين

الشرطة الفنلندية تُطيح بعصابة احتيال دولية كبرى تستهدف المسنين فادت الشرطة أن 28 شخصًا تم توقيفهم معظمهم من السويد وفنلندا
أعلنت شرطة شرق فنلندا عن تفكيك شبكة إجرامية دولية منظمة متهمة بتنفيذ مئات من عمليات الاحتيال المشدد وغسل الأموال، مستهدفة بشكل خاص كبار السن في فنلندا، ضمن عملية وصفتها الشرطة بأنها "ذات أهمية اجتماعية بالغة".

في بيان رسمي صدر عن إدارة شرطة شرق فنلندا ،يوم الخميس 2 أكتوبر 2025، قالت الشرطة، "تقود إدارة شرطة شرق فنلندا تحقيقًا جنائيًا واسع النطاق منذ ربيع عام 2024. يوجد ما مجموعه أكثر من ثلاثمائة جريمة مشتبه بها في التحقيق الأولي، والتي تم التحقيق فيها تحت عناوين الاحتيال، والاحتيال المشدد، وغسل الأموال ،وتتعلق هذه الجرائم بمكالمات احتيال.
 
وتشتبه الشرطة في أن عصابة إجرامية دولية منظمة هي المسؤولة عن هذه الجرائم. وتعتقل حاليًا 28 مشتبهًا بهم، معظمهم مواطنون سويديون وفنلنديون. المشتبه بهم الرئيسيون هم 19 شابًا، تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عامًا. واستنادًا إلى التحقيقات الأولية، فقد لعبوا أدوارًا مهمة في العصابة الإجرامية المنظمة المشتبه بها."
 
ووفقًا للتفاصيل التي كشفت عنها الشرطة، وقع 220 مواطنًا فنلنديًا معظمهم من كبار السن، ضحايا لعمليات الاحتيال، وقدرت المبالغ
المسروقة منهم بما لا يقل عن 2.8 مليون يورو، مع إمكانية أن تتجاوز الخسائر الإجمالية 10 ملايين يورو، حسب ما جاء في بيان الشرطة.
وتمكنت السلطات، بالتعاون مع البنوك، من استرداد 870 ألف يورو من المبالغ المسروقة.
 
وأوضحت الشرطة أن المحتالين استخدموا أسلوبًا متكررًا، حيث كان المتصلون ينتحلون صفة موظفي بنوك ويقنعون الضحية بأن هناك محاولة احتيال باسمه، ثم يطلبون منه تسليم رموز الدخول البنكية وشهادات المصادقة، ليتم استخدام هذه المعلومات في تحويل الأموال إلى حسابات وهمية ومن ثم سحبها أو تحويلها إلى الخارج، أحيانًا إلى عملات رقمية.
 
وأضافت الشرطة في البيان، "اتسمت الأنشطة بمنهجية عالية. تصرف المشتبه بهم باحترافية وأسسوا منظمة لارتكاب الجرائم. كان لكل منهم دوره الواضح في العمليات، التي شكلت معًا كيانًا ومنظمة إجرامية كبيرة."
 
مراكز اتصال خارج فنلندا وتحقيقات مستمرة
وكشفت التحقيقات أن الجماعة الإجرامية أنشأت مراكز اتصال في دول مثل إسبانيا، المغرب، أيرلندا، والسويد، ومنها كانت تُدار مكالمات الاحتيال. كما تم التخطيط لإنشاء مركز اتصال داخل فنلندا في مدينة كوبيو.
وأشارت الشرطة إلى أن من بين الأدلة الهامة تسجيلات صوتية مكّنت المحققين من إحباط العديد من محاولات الاحتيال، فضلًا عن قوائم اتصالات تحتوي على معلومات أكثر من 32,000 شخص يُحتمل أنهم كانوا مستهدفين.
 
توقيفات واسعة ومشتبه بهم كثر
بلغ عدد المعتقلين حتى الآن 28 شخصًا، بينهم 15 رهن الحبس الاحتياطي بأمر من المحكمة الجزئية. كما يجري التحقيق مع 327 مشتبهًا بهم في قضايا غسل الأموال موزعين في مختلف أنحاء فنلندا.
وقد أكد بيان الشرطة، "قُدِّم تقرير التحقيق الأولي إلى المدعي العام. وتقرر تقسيم التحقيق الأولي إلى أجزاء لتسهيل إدارته في التحقيق الأولي وفي المراحل اللاحقة من الإجراءات الجنائية. ويستمر تحقيق الشرطة في القضية، إذ أفادت الشرطة بأن الجماعة الإجرامية التي تقف وراء عملية الاحتيال لا تزال تعمل."
 
ردود فعل ومطالب بالحماية
وأثارت القضية موجة من ردود الفعل في الأوساط العامة، حيث طالب المواطنون بضرورة تعزيز الحماية الرقمية للمسنين، ورفع مستوى الوعي بمخاطر الاحتيال الهاتفي.
قضية لا تزال تتفاعل... وتحقيقات مستمرة في واحدة من أخطر قضايا الجريمة المالية في فنلندا.