قال عبد الغني الراقي، مستشار جماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بجماعة المحمدية وعضو المعارضة اليسارية، إن افتتاح المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط بحلته الجديدة شكّل حدثًا بارزًا تابعه جميع المغاربة.
وأضاف الراقي أن المواطنين عبّروا عن إعجابهم بهذا الإنجاز، واعتبروه مفخرة وطنية، لكنه في المقابل أثار تساؤلات عميقة حول سبب قدرة الدولة على إنجاز مشاريع رياضية كبرى في وقت قياسي، مقابل تعثر مشاريع أساسية أخرى تهم الحياة اليومية للمواطنين.
وأوضح لـ"أنفاس بريس" أن "الجواب بسيط: حيثما وُجدت الإرادة السياسية الحقيقية، يتحقق الإنجاز بسرعة. لكن عندما تظل مشاريع معلّقة لسنوات، فهذا يعني غياب الإرادة لتنفيذها".
وضرب الراقي مثالًا بمدينة المحمدية، حيث يشغل عضوية المجلس الجماعي منذ 2021، مبرزًا أن الجماعة صادقت على مشاريع مهيكلة وحيوية منذ بداية الولاية، لكنها بقيت حبيسة الأدراج.
من بين هذه المشاريع، أشار إلى:
بناء محطة طرقية: "المحمدية مدينة بلا محطة طرقية نموذجية إلى اليوم، وكل ما يوجد مجرد محطات عشوائية. المشروع مقرر، الاعتمادات المالية مرصودة، لكنه معطل".
إحداث سوق جملة بمعايير مهنية: "المدينة لا تتوفر سوى على سوق عشوائي، رغم مقرر الجماعة بإنجاز سوق منظم وحديث".
منع العربات المجرورة بالدواب داخل المدينة: "هذا مقرر صادقنا عليه منذ 2022–2023، ولا يحتاج إلى أي ميزانية، ومع ذلك ظل معلقًا".
وأكد المستشار الجماعي أن هذه الأمثلة تعكس غياب الإرادة الحقيقية لدى رئيس جماعة المحمدية والأغلبية المسيرة، وأيضًا لدى السلطات المحلية والإقليمية، رغم أن الجميع، أغلبية ومعارضة، كان واعيًا بأهمية هذه المشاريع المهيكلة وقدرتها على تغيير وجه المدينة.
وختم الراقي تصريحه بالقول: "ما تحقق في المشاريع الرياضية الكبرى يمكن أن يتحقق في باقي القطاعات، لو توفرت الإرادة السياسية نفسها".