Saturday 6 September 2025
مجتمع

مجلس جماعة وزان ينجح في تحقيق العدالة المجالية بين الموتى والأحياء!

مجلس جماعة وزان ينجح في تحقيق العدالة المجالية بين الموتى والأحياء! مشاهد لمقابر مهملة
العدالة المجالية كحق من حقوق الانسان شكلت محور خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش . خطاب يمكن اجماله في هذه الفقرة منه " فلا مكان اليوم ولا غدا ،لمغرب يسير بسرعتين"
واقع وزان على أكثر من مستوى يشهد على أن الجماعة الترابية ضحية تعطيل الحق في العدالة المجالية ، وهذا يعني بأن سرعتها التنموية أقل بكثير من سرعة السلحفاة !
من داخل هذا الواقع المرير ، ينفرد مجلس جماعة وزان في تحقيق العدالة المجالية بين الموتى والأحياء ! يبدو الأمر غريبا نوعا ما ، ولكن الحقيقة تنطق بها رداءة خدمات القرب ( الاختصاصات الموكولة للجماعات الترابية ) المقدمة لدافعي الضرائب ، أحياء كانوا ، أم غادروا هذا العالم ، ما دام " الموت علينا حق " رغم وجع الفراق .
 شهادة الأحياء ذكورا وإناثا، شبابا وأطفالا، مسنات ومسنين، تُجمع بعلى أن مجلس الجماعة يوجد خارج الأدوار التي أوكلها له المُشرع في القانون التنظيمي 14/113 المتعلق بالجماعات الترابية... صيف بلا مسبح كانت آخر خدمة حرم منها المجلس المذكور الشباب والأطفال المنحدرين من الأوساط الاجتماعية الهشة ، ولائحة تعطيل الخدمات المقدمة للأحياء طويلة لا يسع المجال لذكرها .... أما الأموات ، فالمقابر حيث ترقد جثامينهم/ن ، كان لها نصيبها من تعطيل خدمة الصيانة التي تعتبر من صميم اختصاصات المجالس الجماعية ( المادة 83 من القانون التنظيمي 14/113) .
وضع كارثي توجد عليه المقبرة التي تتموقع بين ضريحي مولاي التهامي وسيدي علي بن أحمد . أعشاب وحشائش تغطي القبور ، اتخذت منها الأفاعي والعقارب ملاجئ تستظل بها هروبا من حرارة الشمس التي ارتفعت بشكل استثنائي خلال فصل الصيف الجاري ، وهو ما يعرض للخطر كل الأسر التي تتوافد على هذه القبور كل يوم جمعة ، وبمناسبة الأعياد الدينية للترحم على من فقدوهم/ن ، والدعاء لهم/ن . زيارات الترحم لا يعي آثارها النفسية إلا من يقوم بها .
 كارثية الوضعية لم تبق محدودة في الاهمال التام الذي تعرفه خدمة نظافة المقابر ، بل الصدمة تتعمق في مجرى المياه العادمة الذي يخترق المقبرة لعقود مخلفا ورائه روائح كريهة ... ! إهانة ما بعدها إهانة يتم بها استقبال الموتى ....
هام جدا
خاطبنا في هذا المرور الاعلامي على موقع " أنفاس بريس " مجلس الجماعة بكل عضواته وأعضائه ، اقتناعا منا بأنهم يتحملون بشكل مشترك ، ولو بدرجات مختلفة ، مسؤولية تدهور وضعية مقابر وزان ، وذلك لسبب بسيط وهو كالتالي :
 إذا كان من يُسير مجلس الجماعة من موقع الرئاسة يتحمل مسؤولية تعطيل المادة 83 ( إحداث وصيانة المقابر) من القانون التنظيمي الخاص بالجماعات ، فإننا يمكن أن نجزم بأن مكتب المجلس ، و عضوات وأعضاء ذات المجلس الجماعي ، بغض النظر عن الزاوية التي يتموقعون بها ، يتحملون مسؤولية هذا التردي للمقابر ، لأنه حسب ما نتوفر عليه من معلومات لم يسبق أن فعلوا المادة 46 من القانون التنظيمي الذي جاء فيه " يمكن لأعضاء مجلس الجماعة أن يوجهوا بصفة فردية أو عن طريق الفريق الذي ينتمون إليه ، أسئلة كتابية إلى رئيس مجلس الجماعة حول كل مسألة تهم مصالح الجماعة ..." . وحده الله أعلم عن سبب تعليق عضوات وأعضاء مجلس جماعة وزان لهذا الحق الذي منحهم/ن إياه القانون التنظيمي  14/113  .
 خلاصة القول على مختلف المتدخلين ، مجلس الجماعة وعمالة الإقليم ( الانعاش الوطني ) التعجيل بتنقية وتنظيف المقابر المتضررة ، مع اغتنام الفرصة التي أتاحها الخطاب الملكي من أجل القطع مع مغرب السرعتين ، بالتعجيل بحل الكارثة البيئية التي تخلفها المياه العادمة التي تخترق المقبرة ، والأحياء المجاورة .