أولا حتى لا يتم تأويل ما سيأتي في هذا المقال على أنه نقد أو انتقاد هدام أو نوع من تبخيس أعمال الناس، بالعكس نحن جد سعداء بهذا المولود الثقافي المخضرم بالعاصمة الإسماعيلية مكناس، ونشد بحرارة على أيدي المنظمين والجهات المانحة وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه النسخة جماهيريا وعلى رأسهم عبد الغني الصبار الوالي بالنيابة لجهة فاس مكناس وعامل عمالة مكناس على مجهوداته الكبيرة في تحقيق هذا الحلم الجماعي الذي نادى به كل المكناسيين بجميع مرجعياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من داخل أرض الوطن وخارجه، وكل من موقعه وحسب قدرته ومكانته الاعتبارية، فكل التحية والتقدير للجميع على هذا المحفل الكبير بمكناس، إنما لابد من إبداء ملاحظات تناقش الفكر وليس الأشخاص..
نحن أمام مناسبة كبيرة يمكن أن تصبح انطلاقة للتنمية بالمدينة باعتماد التراث المادي وغير المادي كرافعة اقتصادية تساهم في تحقيق الرفاه الاجتماعي والثقافي لكل الساكنة بالعاصمة الاسماعيلية.
وهذه بعض الملاحظات:
أولا: ما تم تنظيمه بالمساهمات السخية للوحدات الترابية من المال العام ثلاثة مهرجانات في آن واحد وليس مهرجان عيساوة مقامات وإيقاعات عالمية، بحيت تم تنظيم ملتقى مكناس الدولي الأول للتصوف، وتم اختيار محور القضاء والتصوف كمحاولة لتسليط الضوء على علاقة التصوف بقضايا المجتمع والدولة، رؤية جديدة ومتميزة كانت ستكون أكثر جاذبية وأكثر فاعلية لو تم بلورتها لملتقى كبير للتصوف يستقطب كل المدارس والطرق الصوفية من مشارق الارض ومغاربها وفي عمقها جنوب جنوب البعد الافريقي، وهذا موضوع يمكن العمل عليه منفردا ولدينا من الطاقات الأكاديمية والفنية بالمدينة المتشبعة بالفكر الصوفي، ولهم موقع مهم وطنيا ودوليا وتخصص له أيام مستقلة وبثلث ميزانية مهرجان هذه السنة، تم تنظيم مهرجان عيساوة مقامات وايقاعات عالمية من خلال الموكب الكبير لعيساوة ومشاركة 35 طائفة عيساوية من ربوع المملكة عبر منصات متفرقة بالمجال الحضري للمدينة، وهذا هو صلب الموضوع التراثي، كان حريا بالمنظمين وخصوصا اللجان العلمية والمنظرين في تنزيل إرادة الوالي بالنيابة عامل عمالة مكناس بتحقيق مهرجان التراث العيساوي، أن يعملوا على الشق التراثي الصرف بتنظيم ندوات ولقاءات في مجال التراث غير المادي وبدعوة المختصين في هذا المجال، ولدينا بالمغرب قامات فكرية وطنية ودولية في مجال التراث غير المادي ومنه تكون الانطلاقة نحو إعداد ملف ترشيح هذا التراث غير المادي لتسجيله في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للانسانية لدى منظمة اليونسكو، للأسف لم نرى متحف عيساوة ومعرض التراث الوثائقي والارشيف الخاص بتراث عيساوة بمكناس، لم نرى تلك الليالي العيساوية داخل الرياضات كأنشطة موازية للمنصات العمومية، لم نرى مشاركة باقي الفنون التراثية كتراث الملحون المصنف تراثا عالميا والطائفة الحمدوشية وكناوة والمعلمة المكناسية، كفنون مدعمة لسهرات عيساوة بحكم الارتباط الروحي والتراثي بين شيوخ عيساوة وباقي شيوخ الفنون الأخرى بدون استثناء هناك قامات تراثية بمكناس في فن الملحون، وأخص بالذكر سفير الملحون سعيد المفتاحي وجوق الأصالة رشيد لحكيم والوراثي والشيخ ادريس الزعروري والشيخ عبد الله الرمضاني والفنانة حياة بوخريص وحكيمة طارق و عبد اللطيف التوير ونور الدين العمراني وخالد بليبل والعديد من الاسماء الفنية يمكن أن تشكل منتخبا كبيرا لفن الملحون يساهم في تنشيط هذه المنصات، وكذلك كان أن يخصص كوطا معتبرة للمدن العتيقة التي بها الفن العيساوي، وأخص بالذكر مدينة سلا ومراكش وآسفي، وكذلك طائفة عيساوة البدو ومختار سحيم وبصفة عامة عيساوة الغرب والشمال، وهذا ما يوجد في تجربة مدينة الصويرة موكادور ونجاح مهرجان كناوة العالمي، بحيت توجد العديد من الفنون التراثية الأخرى مدعمة لسهرات كناوة.
كذلك كان على الجهة المنظمة دعوة كل القائمين على الدورات السابقة الأربع كمديرة المهرجان الفنانة ماجدة اليحياوي والدكتور عبد الرحمان بن زيدان والباحث العصامي عبداللطيف بوطيب ومحمد أبو ياسين بنعلي ومعهم الاداريين بالثقافة وجهة مكناس تافيلالت سابقا وباقي الأسماء الأخرى، وتكريمهم بحكم أنه كان لهم دور كبير في إخراج النسخ الأولى لهذا المهرجان المخضرم حتى لا يتم نسب الفكرة لأي أحد.
كان على اللجنة المنظمة دعوة أكاديميين متخصصين في التراث والتاريخ وتاريخ الفنون والموسيقى العالمية. ولنا بمكناس علم من اعلام الموسيقى العالمية أكبر مؤلف موسيقي معاصر يحمل أكبر شهادة أكاديمية دولية في الموسيقى ومدعم بالعديد من الأوسمة والجوائز الكبرى في الموسيقى دوليا، إنه الدكتور أحمد الصياد وما أدراك ما أحمد الصياد الذي يعيش بين ظهرانينا بمدينة مكناس، اسم معروف دوليا وهو من قام بسينوغرافيا المتحف الوطني للموسيقى بدار الجامعي.
سأكتفي بهذا القدر حول مهرجان عيساوة ولي عودة بالتفصيل كما سبق لي الحديث عن الموكب الكبير لعيساوة في منشور سابق .
المهرجان الثالث الذي نظم في هذه المناسبة يشبه الأيام الثقافية لمكناس أو مهرجان مكناس الذي تنظمه الجماعة والذي يحتفي بالموسيقى العصرية العربية والوطنية وهنا يمكن دعوة كل الفنانين الدوليين والوطنيين والفرق العصرية والبوب والراب وكل المصنفات الأخرى دون التراث، كما أن مقولة أن هؤلاء الفنانين سيقومون بدعم مهرجان عيساوة التراثي من حيت جلب الجمهور، لا أساس له من الصحة والتجربة لدينا في مهرجان الصويرة مهرجان كناوة، انظر مرة اخرى البرنامج، ما يتم دعوته فرق اجنبية لها نفس ايقاعات كناوة في إطار الفيزيو وليس فنانين الموسيقى العصرية لم يسبق لمهرجان كناوة أن استضاف فنانا عربيا عصريا.
لذا أتمنى أن يتم تنظيم ندوة أو لقاء لتقديم الحصيلة وتصحيح المسار، فالعالمية تستوجب عمل كبير، وهنا العالمية مرتبطة بنوع الجمهور، كأن نرى جمهور من العديد من الجنسيات يزور مكناس فقط من أجل مهرجان عيساوة ونشاهد رواج تجاري وسياحي كبير ونسبة مبيت بالبنية الفندقية كبيرة وربما الملأ في الفنادق والرياضات والمنازل الخاصة، وهذا ما لم نراه في هذه الدورة وربما يمكن العمل على ذلك مستقبلا.
من الملاحظات المهمة لم نرى متحف عيساوة ومعرض عيساوة كما هو مسطر بالبرنامج، ولم نرى العديد من الاشياء الجميلة التي جاءت في الملف الصحافي للدورة.
الحديث ذو شجون والكثير من الكلام حول العالمية في غياب قنوات إعلامية دولية بل مجرد كبسولة إشهارية وحيدة قبل المهرجان بالقنوات التلفزيونية الوطنية، إنما نؤثر الصمت على الدخول في أشياء ربما يتم تأويلها من طرف البعض، للإشارة كنت في إحدى اللجان وفضلت الانسحاب بكل صمت، نظرا لعدم اقتناعي بالتنظيم خصوصا غياب الجانب التراثي والانثروبولوجي وصناعة المهرجانات التراثية بهندسة ثقافية متخصصة، لدينا طاقات كبيرة، لكن في اختصاصات علمية أو انسانية لا علاقة لها بالتراث وأعتذر على صراحتي.
وفي الاخير كل الشكر والتقدير للسيد عامل عمالة مكناس على اصراره وإرادته الفاعلة في تنزيل المهرجان على أرض الواقع وللجمعية المنظمة والوحدات الترابية المانحة وللاعلام والصحافة على المتابعة، ولنشطاء المواقع الاجتماعية ولجمهور مكناس الذواق والكبير وللطوائف العيساوية والسلطات المحلية ورجال الأمن العمومي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ورجال الأمن الخاص ورجال النظافة وكل من ساهم من قريب أو بعيد على مساهمتهم الكبيرة في انجاح هذه الدورة المتميزة رغم ما يجب إعادة النظر فيه.
نحن أمام مناسبة كبيرة يمكن أن تصبح انطلاقة للتنمية بالمدينة باعتماد التراث المادي وغير المادي كرافعة اقتصادية تساهم في تحقيق الرفاه الاجتماعي والثقافي لكل الساكنة بالعاصمة الاسماعيلية.
وهذه بعض الملاحظات:
أولا: ما تم تنظيمه بالمساهمات السخية للوحدات الترابية من المال العام ثلاثة مهرجانات في آن واحد وليس مهرجان عيساوة مقامات وإيقاعات عالمية، بحيت تم تنظيم ملتقى مكناس الدولي الأول للتصوف، وتم اختيار محور القضاء والتصوف كمحاولة لتسليط الضوء على علاقة التصوف بقضايا المجتمع والدولة، رؤية جديدة ومتميزة كانت ستكون أكثر جاذبية وأكثر فاعلية لو تم بلورتها لملتقى كبير للتصوف يستقطب كل المدارس والطرق الصوفية من مشارق الارض ومغاربها وفي عمقها جنوب جنوب البعد الافريقي، وهذا موضوع يمكن العمل عليه منفردا ولدينا من الطاقات الأكاديمية والفنية بالمدينة المتشبعة بالفكر الصوفي، ولهم موقع مهم وطنيا ودوليا وتخصص له أيام مستقلة وبثلث ميزانية مهرجان هذه السنة، تم تنظيم مهرجان عيساوة مقامات وايقاعات عالمية من خلال الموكب الكبير لعيساوة ومشاركة 35 طائفة عيساوية من ربوع المملكة عبر منصات متفرقة بالمجال الحضري للمدينة، وهذا هو صلب الموضوع التراثي، كان حريا بالمنظمين وخصوصا اللجان العلمية والمنظرين في تنزيل إرادة الوالي بالنيابة عامل عمالة مكناس بتحقيق مهرجان التراث العيساوي، أن يعملوا على الشق التراثي الصرف بتنظيم ندوات ولقاءات في مجال التراث غير المادي وبدعوة المختصين في هذا المجال، ولدينا بالمغرب قامات فكرية وطنية ودولية في مجال التراث غير المادي ومنه تكون الانطلاقة نحو إعداد ملف ترشيح هذا التراث غير المادي لتسجيله في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للانسانية لدى منظمة اليونسكو، للأسف لم نرى متحف عيساوة ومعرض التراث الوثائقي والارشيف الخاص بتراث عيساوة بمكناس، لم نرى تلك الليالي العيساوية داخل الرياضات كأنشطة موازية للمنصات العمومية، لم نرى مشاركة باقي الفنون التراثية كتراث الملحون المصنف تراثا عالميا والطائفة الحمدوشية وكناوة والمعلمة المكناسية، كفنون مدعمة لسهرات عيساوة بحكم الارتباط الروحي والتراثي بين شيوخ عيساوة وباقي شيوخ الفنون الأخرى بدون استثناء هناك قامات تراثية بمكناس في فن الملحون، وأخص بالذكر سفير الملحون سعيد المفتاحي وجوق الأصالة رشيد لحكيم والوراثي والشيخ ادريس الزعروري والشيخ عبد الله الرمضاني والفنانة حياة بوخريص وحكيمة طارق و عبد اللطيف التوير ونور الدين العمراني وخالد بليبل والعديد من الاسماء الفنية يمكن أن تشكل منتخبا كبيرا لفن الملحون يساهم في تنشيط هذه المنصات، وكذلك كان أن يخصص كوطا معتبرة للمدن العتيقة التي بها الفن العيساوي، وأخص بالذكر مدينة سلا ومراكش وآسفي، وكذلك طائفة عيساوة البدو ومختار سحيم وبصفة عامة عيساوة الغرب والشمال، وهذا ما يوجد في تجربة مدينة الصويرة موكادور ونجاح مهرجان كناوة العالمي، بحيت توجد العديد من الفنون التراثية الأخرى مدعمة لسهرات كناوة.
كذلك كان على الجهة المنظمة دعوة كل القائمين على الدورات السابقة الأربع كمديرة المهرجان الفنانة ماجدة اليحياوي والدكتور عبد الرحمان بن زيدان والباحث العصامي عبداللطيف بوطيب ومحمد أبو ياسين بنعلي ومعهم الاداريين بالثقافة وجهة مكناس تافيلالت سابقا وباقي الأسماء الأخرى، وتكريمهم بحكم أنه كان لهم دور كبير في إخراج النسخ الأولى لهذا المهرجان المخضرم حتى لا يتم نسب الفكرة لأي أحد.
كان على اللجنة المنظمة دعوة أكاديميين متخصصين في التراث والتاريخ وتاريخ الفنون والموسيقى العالمية. ولنا بمكناس علم من اعلام الموسيقى العالمية أكبر مؤلف موسيقي معاصر يحمل أكبر شهادة أكاديمية دولية في الموسيقى ومدعم بالعديد من الأوسمة والجوائز الكبرى في الموسيقى دوليا، إنه الدكتور أحمد الصياد وما أدراك ما أحمد الصياد الذي يعيش بين ظهرانينا بمدينة مكناس، اسم معروف دوليا وهو من قام بسينوغرافيا المتحف الوطني للموسيقى بدار الجامعي.
سأكتفي بهذا القدر حول مهرجان عيساوة ولي عودة بالتفصيل كما سبق لي الحديث عن الموكب الكبير لعيساوة في منشور سابق .
المهرجان الثالث الذي نظم في هذه المناسبة يشبه الأيام الثقافية لمكناس أو مهرجان مكناس الذي تنظمه الجماعة والذي يحتفي بالموسيقى العصرية العربية والوطنية وهنا يمكن دعوة كل الفنانين الدوليين والوطنيين والفرق العصرية والبوب والراب وكل المصنفات الأخرى دون التراث، كما أن مقولة أن هؤلاء الفنانين سيقومون بدعم مهرجان عيساوة التراثي من حيت جلب الجمهور، لا أساس له من الصحة والتجربة لدينا في مهرجان الصويرة مهرجان كناوة، انظر مرة اخرى البرنامج، ما يتم دعوته فرق اجنبية لها نفس ايقاعات كناوة في إطار الفيزيو وليس فنانين الموسيقى العصرية لم يسبق لمهرجان كناوة أن استضاف فنانا عربيا عصريا.
لذا أتمنى أن يتم تنظيم ندوة أو لقاء لتقديم الحصيلة وتصحيح المسار، فالعالمية تستوجب عمل كبير، وهنا العالمية مرتبطة بنوع الجمهور، كأن نرى جمهور من العديد من الجنسيات يزور مكناس فقط من أجل مهرجان عيساوة ونشاهد رواج تجاري وسياحي كبير ونسبة مبيت بالبنية الفندقية كبيرة وربما الملأ في الفنادق والرياضات والمنازل الخاصة، وهذا ما لم نراه في هذه الدورة وربما يمكن العمل على ذلك مستقبلا.
من الملاحظات المهمة لم نرى متحف عيساوة ومعرض عيساوة كما هو مسطر بالبرنامج، ولم نرى العديد من الاشياء الجميلة التي جاءت في الملف الصحافي للدورة.
الحديث ذو شجون والكثير من الكلام حول العالمية في غياب قنوات إعلامية دولية بل مجرد كبسولة إشهارية وحيدة قبل المهرجان بالقنوات التلفزيونية الوطنية، إنما نؤثر الصمت على الدخول في أشياء ربما يتم تأويلها من طرف البعض، للإشارة كنت في إحدى اللجان وفضلت الانسحاب بكل صمت، نظرا لعدم اقتناعي بالتنظيم خصوصا غياب الجانب التراثي والانثروبولوجي وصناعة المهرجانات التراثية بهندسة ثقافية متخصصة، لدينا طاقات كبيرة، لكن في اختصاصات علمية أو انسانية لا علاقة لها بالتراث وأعتذر على صراحتي.
وفي الاخير كل الشكر والتقدير للسيد عامل عمالة مكناس على اصراره وإرادته الفاعلة في تنزيل المهرجان على أرض الواقع وللجمعية المنظمة والوحدات الترابية المانحة وللاعلام والصحافة على المتابعة، ولنشطاء المواقع الاجتماعية ولجمهور مكناس الذواق والكبير وللطوائف العيساوية والسلطات المحلية ورجال الأمن العمومي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ورجال الأمن الخاص ورجال النظافة وكل من ساهم من قريب أو بعيد على مساهمتهم الكبيرة في انجاح هذه الدورة المتميزة رغم ما يجب إعادة النظر فيه.