Tuesday 15 July 2025
مجتمع

لماذا يذهب أطباء مغاربة إلى بؤر التوتر ويرفضون العمل بالمناطق النائية بالمغرب؟

لماذا يذهب أطباء مغاربة إلى بؤر التوتر ويرفضون العمل بالمناطق النائية بالمغرب؟ صورة أرشيفية
هل صحيح أن بعض الأطباء المغاربة يسرعون إلى التوجه لمناطق التوتر بما فيها غزة ويتقاعسون على الذهاب للمناطق النائية بالمغرب؟

إنه السؤال الذي تم طرحه بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة بعد المسيرة الاحتجاجية التي قام بها العديد من سكان منطقة آيت بوكماز بأزيلال والتي كان من بين مطالبها توفير طبيب في المنطقة.

العديد من المناطق النائية بالمغرب تفتقد للأطر الصحية ويضطر سكانها لقطع مسافات طويلة من أجل العلاج، فهل هذا الأمر يتحمله الأطباء أم الحكومة التي لم توفر الشروط المساعدة للعمل في هذه المناطق.

مراقبون أكدوا أن الطبيب لا يختار بين المناطق التي تعاني خصاصا طبيا، فكل المناطق في ميزان واحد، لأن ما يحرك الطبيب هو البعد الإنساني وأن كل ما يقال حول تفضيل بعض الأطباء الذهاب إلى مناطق التوتر الدولي بدل القرى النائية في المغرب كلام شعبوي ولا أساس له من الصحة.

وقد وصف عبد الله أباعقيل، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، ما يُروج حول تقاعس الأطباء عن أداء مهامهم في المناطق النائية داخل الوطن، بـالكلام المغلوط الذي لا أساس له من الصحة.

وأكد أن العديد من الأطباء، خصوصاً أطباء التخصص، يشاركون باستمرار في حملات طبية تستهدف المناطق المهمشة، مشيراً إلى أن توجه بعضهم إلى غزة يتم في إطار منظم، ومن دون أي دعم حكومي، بل هو نابع من قناعة إنسانية ومهنية.

وشدد أباعقيل على أن رفض بعض الأطباء العمل في المناطق النائية يعود بالأساس إلى غياب الحد الأدنى من شروط العمل والعيش الكريم، موضحاً أن رجال ونساء التعليم، الذين يُجبرون على العمل في تلك المناطق، يعانون من ظروف قاسية.
ودعا المنتقدين إلى أن "يبادروا بأنفسهم للذهاب والعمل هناك بدل توزيع الاتهامات".

من جهته، اعتبر محسن مفيدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن من ينتقد توجه الأطباء المغاربة إلى غزة ينطلق من شعار "تازة قبل غزة"، وهو طرح وصفه بأنه يفتقر إلى الحس الإنساني.
وأكد أن الذهاب إلى غزة يمثل شرفاً لكل مغربي، مشدداً على أن ربطه بالتقصير داخل الوطن "كلام مغلوط يهدف إلى عزل المغرب عن عمقه العربي والإسلامي".

وفيما يخص إشكالية رفض بعض الأطباء العمل في المناطق النائية، ألقى مفيدي بالمسؤولية على الحكومة، داعياً إياها إلى تحسين ظروف العمل وتوفير الحد الأدنى من البنية التحتية والخدمات الأساسية في هذه المناطق، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الوطن ويجب النهوض بها.