فاطمة رومات (يسارا) احتضنت مدينة خانتي- مانسييسك في الفترة ما بين 25 و 27 يونيو 2025 فعاليات المنتدى الدولي السادس عشر لتكنولوجيا المعلومات، والتي عرفت مشاركة واسعة من دول البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، حيث شارك في المنتدى أكثر من 3000 مختص وممثل من 45 دولة حيث تمت مناقشة القضايا العالمية المرتبطة بتسارع التحول الرقمي، وتأثيراته على المجتمعات واللغات والثقافات.
يُعد هذا المنتدى منصة موثوقة لتبادل الرؤى بين خبراء التكنولوجيا الروس والدوليين حول التحديات الحديثة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، مثل الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد حاكم يوغرا، روسلان كوخاروك، على أهمية التكنولوجيا في خدمة التراث الثقافي، مستعرضًا التقدم الكبير الذي أُحرز في رقمنة اللغة المانسية، وهي إحدى لغات الشعوب الأصلية في شمال روسيا. كما أعلن عن بدء العمل على رقمنة اللغة الخانتية، مشيرًا إلى أن هذه المبادرات تُجسد كيف يمكن للرقمنة أن تكون وسيلة فعالة لحماية الهوية اللغوية والذاكرة التاريخية.
رغم الطموح الكبير في توظيف الذكاء الاصطناعي، نبهت تاتيانا غوغوليفا، نائبة برلمان يوغرا وعضوة جمعية ممثلي الشعوب الأصلية، إلى التحديات التي تواجه هذا التوجه، مؤكدة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن التقاط التعقيدات الدقيقة للغات وفولكلور الشعوب الأصلية.
وأضافت أن السيادة التكنولوجية مرتبطة بالسيادة العلمية. وهي مدعومة بالثقافة العلمية و قدرة النظام التعليمي على الرفع من قدرة الدولة على الابتكار مما يضمن النمو الاقتصادي وهذا يحيلنا على التفاعل بين جودة النظام التعليمي و التطور الاقتصادي. العلم يقدم حلولاً للتطور الاقتصادي، والاقتصاد يدعم العلم من خلال تمويل الأفكار و المشاريع الابتكارية.
من جهتها شدد فاطمة رومات، عضو برنامج اليونسكو " المعلومات للجميع " في مداخلة بعنوان : " التحول الذي يحدثه الذكاء الاصطناعي في العلوم: مسارات استراتيجية للنظام العلمي الوطني"على أهمية حماية البيانات الشخصية والبيانات المؤسسية عند العمل مع الشبكات العصبية، وأشارت أن الذكاء الاصطناعي عنصر مهم لضمان أمن الدول و حماية حقها في البقاء، وقالت إن كل البيانات التي ينتجها المعلمون و المتعلمون في المدارس و الجامعات أو بيانات المرضى في المستشفيات ينبغي حمايتها لضمان الأمن الوطني.
البروفيسور جيلفان مولر دي أوليفيرا، رئيس كرسي اليونسكو - سياسة اللغة في البرازيل دعا الى توظيف التكنولوجيا الرقمية بذكاء لخدمة التنوع اللغوي. واعتبر أن حلولًا بسيطة كإيصال الكهرباء وتوفير بنية رقمية متقدمة تفتح آفاقًا جديدة أمام الشعوب الأصلية لتوثيق لغاتها وتعزيز مهاراتها الرقمية.
وفي إطار فعاليات المنتدى الدولي السادس عشر لتكنولوجيا المعلومات، عقدت جلسة عمل رسمية بين وفد حكومة يوغرا برئاسة السيدة يلينا ماير، نائبة الحاكمة، والسيد أليكسي درينين، مدير دائرة التعليم والعلوم، إلى جانب أعضاء برنامج اليونسكو "المعلومات للجميع " ضمنهم المغربية فاطمة رومات تم خلالها عرض أبرز المبادرات التي تنفذها يوغرا للحفاظ على لغات وثقافة الشعوب الأصلية في شمال روسيا، بدءا بعرض للواقع اللغوي و الثقافي حيث تعد يوغرا موطناً لثلاث شعوب أصلية رئيسية: خانتي، مانسي، ونيينتس. وتحتل مسألة الحفاظ على لغاتهم وأسلوب حياتهم التقليدي أهمية استراتيجية في سياسة الإقليم الثقافية والتعليمية.
