يرى سعيد الصديقي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس أنه من السابق لأوانه تحديد صورة نهائية كاملة وواضحة بشأن ما ستسفر عنه الحرب بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تستطيع لوحدها أن تدمر المنشآت النووية الكبرى والمحصنة لإيران، مما يعني في هذه الحالة أنه لن يحدث أي تغيير في النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، حيث يتوقع أن تستمر إيران في موقعها ضمن النظام الإقليمي، وأضاف بأنه لا يمكن مقارنة إيران بالحالة العراقية، فالعراق في تجربتها النووية في بداية الثمانينيات كان لديها مفاعلا واحدا ضرب فعطل كل شيء، وفي بداية الألفية لما تم اجتياحه، أما في الحالة الإيرانية فإننا أمام حرب مواجهة بين إسرائيل وإيران، وحتى وإن تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لاحقا، فإنهما لا تستطيعان تكرار السيناريو العراقي.
كيف تنظر الى الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، في ظل سعي الولايات المتحدة الأمريكية الى تحييد إيران وإضعافها كقوة إقليمية وماهي تداعيات ذلك على خريطة النظام الإقليمي في الشرق الأوسط؟
من السابق لأوانه تحديد صورة نهائية كاملة وواضحة بشأن ما ستسفر عنه الحرب بين إسرائيل وإيران، وإلى أي حد ستؤدي الى إضعاف إيران، فقد تتوقف الحرب في أي لحظة دون أن تحقق إسرائيل أهدافها الأساسية، وخاصة ما يتعلق بتدمير كبير للمنشآت النووية الإيرانية. اذا نحن أمام سيناريوهين كبيرين على الأقل: السيناريو الأول، أن تستطيع إسرائيل إيقاف المشروع النووي الإيراني وتدمير المنشآت والمفاعل النووية، ففي هذه الحالة سيضعف موقع إيران في النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، وسيتراجع بشكل كبير مع افتراض بقاء نفس النظام، وستكون ضربة كبيرة لإيران، في حالة تحقيق إسرائيل لهذا الهدف. السيناريو الثاني، وهو مرجح، هو أن إسرائيل وحدها لا تستطيع أن تدمر المنشآت النووية الكبرى والمحصنة جدا للبرنامج النووي الإيراني. في هذه الحالة لن يحدث تغيير في النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، ستستمر إيران في موقعها ضمن النظام الإقليمي، بل أكثر من ذلك، أن هذه الحرب ستعطيها درسا بليغا سيدفعها الى تسريع تخصيب اليورانيوم بأي طريقة، وستكون هذه الحرب مبررا كبيرا لإيران للحصول على السلاح النووي بأي ثمن، بمعنى أننا أمام سيناريوهين مختلفين تماما: إما إضعاف إيران بغض النظر عن مستوى هذا الإضعاف بغرض تحييدها نهائيا مما يعني تراجع موقعها الإقليمي الى حد كبير مع الإبقاء على النظام القائم أو الفشل في إضعافها وتدمير برنامجها النووي، وبالتالي قد تكون لهذه الحرب انعكاسات سلبية على إسرائيل، بحيث أن إيران ستستثمر هذه الحرب لتعزيز جبهتها الداخلية وتماسكها الداخلي والسير قدما وبسرعة قصوى نحو الحصول على السلاح النووي، وفي هذه الحالة ستتغير أيضا خريطة التوازن الإقليمي في المنطقة، لكن في صالح إيران.
هل سنعيش نفس السيناريو العراقي أم أن إيران قادرة على صد الهجوم إثبات ذاتها كقوة إقليمية في المنطقة؟
لا يمكن مقارنة إيران بالحالة العراقية، فالعراق في تجربتها النووية في بداية الثمانينيات كان لديها مفاعلا واحدا ضرب فعطل كل شيء، وفي بداية الألفية لما تم اجتياحه كان هناك تحالف، وكان هناك اجتياحا بريا، وكان هناك احتلال. أما في الحالة الإيرانية فإننا أمام حرب مواجهة بين إسرائيل وإيران، وحتى وإن تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لاحقا اذا شعرت بأن إسرائيل لا تحقق أهدافها أو أنها تتلقى ضربات موجعة من قبل إيران، فإن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لا يستطيعان أن يكررا سيناريو العراق لأن إيران دولة واسعة جدا ومحاطة بدول لن تسمح بسقوطها، وقد سمعنا تصريحات قوية من مسؤولين باكستانيين. فتكرار سيناريو العراق معناه اجتياح واحتلال إيران وهذا أمر صعب عمليا، بل ومستحيل أمام تضاريس وجغرافية إيران، كما أن هناك أيضا عامل مهم وهو أن المعارضة الإيرانية ليست بالقوة التي تستطيع في هذا الوقت أن تحل محل النظام الحالي في حالة ضعفه، بالإضافة الى عدم رغبة إدارة ترامب بدخول أي معركة مباشرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية قد تغرقها في مستنقع لا تستطيع الخروج منه، وبالتالي فإنني أستبعد تماما تكرار سيناريو العراق.
لا يمكن مقارنة إيران بالحالة العراقية، فالعراق في تجربتها النووية في بداية الثمانينيات كان لديها مفاعلا واحدا ضرب فعطل كل شيء، وفي بداية الألفية لما تم اجتياحه كان هناك تحالف، وكان هناك اجتياحا بريا، وكان هناك احتلال. أما في الحالة الإيرانية فإننا أمام حرب مواجهة بين إسرائيل وإيران، وحتى وإن تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لاحقا اذا شعرت بأن إسرائيل لا تحقق أهدافها أو أنها تتلقى ضربات موجعة من قبل إيران، فإن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لا يستطيعان أن يكررا سيناريو العراق لأن إيران دولة واسعة جدا ومحاطة بدول لن تسمح بسقوطها، وقد سمعنا تصريحات قوية من مسؤولين باكستانيين. فتكرار سيناريو العراق معناه اجتياح واحتلال إيران وهذا أمر صعب عمليا، بل ومستحيل أمام تضاريس وجغرافية إيران، كما أن هناك أيضا عامل مهم وهو أن المعارضة الإيرانية ليست بالقوة التي تستطيع في هذا الوقت أن تحل محل النظام الحالي في حالة ضعفه، بالإضافة الى عدم رغبة إدارة ترامب بدخول أي معركة مباشرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية قد تغرقها في مستنقع لا تستطيع الخروج منه، وبالتالي فإنني أستبعد تماما تكرار سيناريو العراق.
سعيد الصديقي/ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس