يسود في اسبانيا نقاش ساخن بشأن مستقبل سبتة ومليلية المحتلتين، خصوصا بعد توقيع الاتفاق السياسي الأخير بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن جبل طارق، حيث تتوقع بعض الأوساط في اسبانيا احتمال توقيع سانشيز على اتفاق بشأن السيادة المشتركة لكل من المغرب واسبانيا على المدينتين المحتلتين، في حين يشير البعض الآخر بأن الاتفاق الأخير مع جبل طارق لا علاقة له بوضع المدينتين المحتلتين .
في هذا الإطار قال أليخاندرو فرنانديز، زعيم حزب الشعب في كتالونيا، بأن الاتفاق السياسي الأخير بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بشأن جبل طارق يُنبئ باحتمال "سيادة مشتركة مع المغرب" على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وجاءت تصريحه الأربعاء 11 يونيو 2025 في تدوينة على منصة التواصل الاجتماعي X.
وربط فرنانديز اتفاق جبل طارق بمخطط لرئيس الوزراء بيدرو سانشيز للمدينتين المحتلتين شمال المغرب . وقال: "اتفاق جبل طارق يُنبئ بخطط لسانشيز في سبتة ومليلية: سيادة مشتركة مع المغرب. وستسوق لنا على أنها "انتصار تاريخي".
من جهته قال رئيس مدينة مليلية المحتلة، خوان خوسيه إمبرودا، بأن الاتفاقية مع جبل طارق لا علاقة لها بالوضع في مليلية. وصرح على وسائل التواصل الاجتماعي: "لم نكن مستعمرة قط، بل كنا دائمًا جزء من إسبانيا، وبالتالي الاتحاد الأوروبي"، معربًا عن عدم ثقته بالرئيس سانشيز بعبارة: "يمكنك دائمًا توقع الأسوأ من رئيس الوزراء".
يُنظم الاتفاق المُعلن عنه مؤخرًا بشأن جبل طارق العلاقة المستقبلية بين الإقليم البريطاني والاتحاد الأوروبي، ويضمن مراقبة الحدود. ومع ذلك، لا تزال الآراء حول تأثيره المحتمل على سبتة ومليلية المحتلتين تُشكل مصدر نقاش سياسي واجتماعي في اسبانيا.
يذكر أن سبتة تعرضت للاحتلال من طرف البرتغال عام 1415، وبعد اتحاد المملكتين الإسبانية والبرتغالية، أصبحت سبتة تحت السيطرة الإسبانية، أما مليلية فبقيت تقاوم جيوش الإسبان حتى سقطت عام 1497، في إطار خطة عامة للإسبان والبرتغاليين لمحاصرة أقاليم الغرب الإسلامي واحتلال أراضيه ، ومن تم تحويلها إلى النصرانية عملا بوصية الملكة " إزابيلا " الكاثوليكية المذهب.
بعد استقلال المغرب عام 1956، طالب المغرب بأحقيته في سبتة ومليلية لكن إسبانيا احتفظت بهما.
وقد صادقت الحكومة الإسبانية، عام 1995، على منح الحكم الذاتي لسبتة ومليلية، الأمر الذي رفضته المملكة، مؤكدة أنهما جزء لا يتجزأ من أراضيها.
وتعزيزا لفرض سياسة " الأمر الواقع " زار ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس، في 2007، المدينتين وذلك للمرة الأولى، مما أثار غضبا في المغرب، وتجددت الدعوات باستعادتهما.