منذ تعيين محمد امهيدية، والياً على جهة الدار البيضاء-سطات، والجرافات تتحرك بوتيرة متسارعة في عدد من مناطق العاصمة الاقتصادية، في إطار حملة واسعة لتحرير الملك العمومي وهدم بعض البنايات العشوائية التي شيدت خارج الضوابط القانونية.
وفي الوقت الذي كان فيه الاعتقاد السائد أن هذه الحملة ستكون محدودة في الزمان والمكان، كما حدث مع عدد من الولاة الذين تعاقبوا على تسيير الجهة في نسخها السابقة أو بعد التقسيم الجهوي الأخير، فإن الواقع فاجأ الجميع، حيث توسعت الحملة لتشمل مناطق جديدة، بما في ذلك أحياء كبرى ومراكز حضرية عرفت انتشار البناء العشوائي، خصوصا مع التوسع العمراني الذي شمل مدن سطات، الجديدة، وبن سليمان، التي توجد حاليا في تراب جهة الدار البيضاء-سطات.
ولم تعد الحملة تقتصر فقط على تحرير الأرصفة والملك العمومي من الاستغلال غير القانوني، أو هدم الهنغارات والمستودعات العشوائية، بل طالت أيضا الملك البحري، خاصة في منطقة دار بوعزة. وهي العملية التي أثارت جدلا واسعا وردود فعل متباينة، بين مؤيد يعتبرها ضرورية لتنظيم الفضاء العام، وبين معارض يطالب بمراعاة الجوانب الاجتماعية والإنسانية للمواطنين المتضررين. مؤكدين أنها تشكل ضربة قاضية للقطاع السياحي في هذه المنطقة.
يوسف السميهرو، عضو في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بمقاطعة سيدي مومن بالبيضاء، قال في تصريح ل "أنفاس بريس" : لا يمكن لأي أحد أن يعارض قرارات الهدم، خاصة عندما يتعلق الأمر ببنايات عشوائية استفاد منها أصحابها لسنوات طويلة، لكن السؤال المطروح هو: لماذا تم التغاضي عن هذه التجاوزات لسنوات؟ ولماذا لم تتدخل السلطات المحلية في وقتها؟".
وقال محدثنا أنه لا يمكن سوى تثمين هذه الخطوة التي من شأنها أن تحد من التوسع العشوائي، إلا أن الملاحظ هو أنه هناك نوع من الانتقائية في تنفيذ قرارات الهدم، إذ يتم تحرير مخالفات لبعض المواطنين بمجرد قيامهم ببناء صغير، بينما يتم التغاضي عن هنغارات ضخمة يتم تشييدها في واضحة النهار.
وأشار السميهرو إلى ضرورة معالجة الموضوع من منطلق العدالة الاجتماعية والحق في السكن، قائلاً: "في سيدي مومن، نأمل أن تتم محاربة كل أشكال البناء العشوائي دون استثناء، ولكن بالموازاة مع ذلك يجب توفير بدائل حقيقية للساكنة المتضررة، خاصة في المدينة القديمة، حيث يجب أن تسبق عملية الهدم إجراءات تعويض واضحة ومعلنة، مع إشعار مسبق وبفترة كافية للسكان المعنيين. كما يجب فتح تحقيق شفاف حول كيفية حصول بعض الهنغارات على الماء والكهرباء رغم غياب رخص المطابقة، ومعرفة الجهات التي استفادت من انتشارها.
من جانبه، أكد مصطفى أفعداس، نائب رئيس مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، على أهمية هذه الحملة بقوله:
"لا شك أن عملية الهدم المتواصلة لتحرير الملك العام بكل أشكاله-سواء الشارع العام، الأسواق العشوائية، الملك البحري، أو البراريك ودور الصفيح-هي عملية إيجابية تأخرت لسنوات، لكنها اليوم تحظى بإجماع شعبي كبير."
وشدد أفعداس على ضرورة استمرار هذه الحملة قائلاً: "هذه الخطوة ضرورية لإنهاء الفوضى العارمة التي تعرفها الفضاءات العامة، لكن لا بد أن تتم في إطار من الشفافية والمساواة بين المواطنين، بعيدا عن منطق المحاباة والتمييز. كما أن احترام القانون لا يجب أن يقف عند المواطن البسيط، بل يجب أن يشمل الجميع بدون استثناء."
وأكد أفعداس أن الجميع اليوم مطالب بالانخراط في هذه الدينامية الجديدة التي تهدف إلى مدينة نظيفة ومنظمة وخالية من كل مظاهر العشوائية، مع احترام سيادة القانون وحقوق المواطنين، خاصة إذا توفرت لديهم وثائق تثبت ملكيتهم أو حقهم في الاستفادة.
تحرك الجرافات في مدينة الدار البيضاء وضاحيتها يأتي في سياق بالتحضير لعدد من الاستحقاقات الكبرى التي تنتظر المغرب، منها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، ما يعزز الحاجة إلى مدينة خالية من كل مظاهر الفوضى والعشوائية.
وتؤكد الكثير من الأصوات أن كأس العالم 2030 فرصة تاريخية للدار البيضاء وجميع مدن الجهة لتصحيح الاختلالات، لأن عدم استغلال هذا الحدث سيضيع على أكبر جهة بالمغرب فرصة لا تتكرر كثيرا، وأن محاربة كل مظاهر العشوائية هي الحل الأولى في مسلسل التنمية، لأنه لا يمكن غض الطرف على "الجرائم" العمرانية التي عرفتها المدينة في العقود الأخيرة.
تحرك الجرافات في مدينة الدار البيضاء وضاحيتها يأتي في سياق بالتحضير لعدد من الاستحقاقات الكبرى التي تنتظر المغرب، منها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، ما يعزز الحاجة إلى مدينة خالية من كل مظاهر الفوضى والعشوائية.
وتؤكد الكثير من الأصوات أن كأس العالم 2030 فرصة تاريخية للدار البيضاء وجميع مدن الجهة لتصحيح الاختلالات، لأن عدم استغلال هذا الحدث سيضيع على أكبر جهة بالمغرب فرصة لا تتكرر كثيرا، وأن محاربة كل مظاهر العشوائية هي الحل الأولى في مسلسل التنمية، لأنه لا يمكن غض الطرف على "الجرائم" العمرانية التي عرفتها المدينة في العقود الأخيرة.