Saturday 3 May 2025
كتاب الرأي

أحمد رمضان: أيادي المغرب البيضاء مع السوريين لا تنسى

أحمد رمضان: أيادي المغرب البيضاء مع السوريين لا تنسى أحمد رمضان
يرتبط السوريون بالمغاربة ارتباطاً عاطفياً وواقعياً عميقاً، ويعود ذلك إلى أزمنة بعيدة، جزء منها يتصل بنشوء الدولة الأموية الثانية (138 هـ/756 م) في الأندلس، والروابط العلمية، ومدارس الفقه والتصوُّف، إضافة إلى قدر وافر من المزاج المتقارب في الفن والموسيقى (الموشحات والقدود)، وأنماط الطعام الزاكية التي يشتهر بها المطبخ المغربي بتنوعاته، والمطبخ السوري بتفرعاته، وفي المقدمة منه المطبخ الحلبي الشهير.

في الشام أقامت عائلات مغربية مرموقة، كانت لها بصمتها في العلم، وفي المغرب أقامت أسرٌ حلبية وشامية كان لها باع في الصناعة، وحظيت بحفاوة كبيرة، وذلك جزء من نسيج واسع لعلاقة متشابكة وأصيلة، وفي حرب رمضان 1973 يذكر السوريون بفخر بطولات الجنود المغاربة وبسالتهم، وعندما حلت المحنة بالسوريين عام 2011، وتدخلت قوى خارجية، في مقدمتها إيران، كان للمغرب موقف مشهود بقيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي استضاف من لجأ من أهل سورية وأكرمهم، وكان الزعيم العربي الوحيد الذي زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين قي الأردن عام 2012 وأقام مشفى ميدانيا فيه من خلال القوات الملكية المغربية، واستضافت مراكش مؤتمراً دولياً للاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلاً شرعياً وحيداً عن الشعب السوري، واستمر موقف المغرب ثابتاً إلى حين سقوط نظام الأسد في دجنبر 2024 .

وفي الوقت الذي قام فيه نظام الأسد بطعن المغرب رغم أياديه البيضاء، والوقوف مع قوى انفصالية تهدد وحدة التراب المغربي، كان الشعب السوري بغالبيته يقف موقفاً مشرفاً إلى جانب المغرب، قيادة وشعباً ومملكة، وعبر عن ذلك بالالتحام الدائم مع المغرب في كافة المحافل.
لقد حان الوقت كي يقف السوريون، دولة وشعباً، مع المغرب، والوفاء لما قدموه على مدى عقود، وإعادة اللُّحمة الحقيقية بين شعبين وبلدين جمعتهما روابط ووشائج تمتد من التاريخ إلى العلم والثقافة والمصير المشترك، ولدي قيادتي البلدين القناعة التامة بتجاوز المرحلة الصعبة وترسيخ تعاون متجذر، وخدمة المصالح المشتركة بما يحقق النمو والتطور والاستقرار للمغرب وسورية.


أحمد رمضان؛ رئيس مؤسسة مدى للرؤية الاستراتيجية