Saturday 3 May 2025
كتاب الرأي

محمد شفيق: "فاتح ماي" أرقام صادمة تفضح الحيف الذي تتعرض له المرأة

محمد شفيق: "فاتح ماي" أرقام صادمة تفضح الحيف الذي تتعرض له المرأة محمد شفيق
الفتور الذي طبع فاتح ماي، والبرود الذي واكب أجواءه، لم تقو على كسرهما خطابات الزعماء النقابيين ولا الشعارات المعتادة التى ترددها الحشود ذات زمان.
 
ماكسر هذه الرتابة هذه السنة هي مبادرة مدنية تنبه إلى الحاجة إلى صياغة عقد اجتماعي جديد داخل الأسرة يقوم على الإعتراف بالقيمة الإقتصادية للجهود التي تبدلها النساء من أجل بيت العائلة وقاطنيه.
 
لقد أوضحت أرقام المندوبية السامية للتخطيط أن النساء في المغرب يقضين أزيد من 90% من أوقاتهن وهن منشغلات بالأعمال المنزلية، أي ما يمثل 5ساعات يوميا مقابل 34 دقيقة للرجل.
 
وحدها هذه الأرقام توضح نوعا من الحيف الذي يتعرض له النساء، ويستمر بفضل صور نمطية وثقافة ذكورية بامتياز. 
 
يجب الإعتراف أن تحولات مجتمعية  عميقة يعرفها مجتمعنا، وقد شكلت الأسرة أحد مجالات اختبارها، بدءا باقتسام الرعاية والمسؤولية بين الرجل والمرأة وانتهاء ببروز وظائف  اجتماعية جديدة يتعين أخذها بعين الإعتبار .
لاشك أن هذه المطالب المدنية قد تثير تساؤلات عديدة وستفرز مواقف وسجالات متناقضة إزائها،
 
لكن الأهم هو قدرتها على أن تفتح نقاشا مجتمعيا هادئا خارج التصنيفات الجاهزة تستحضر قيمنا الجامعة وطموحنا نحو مجتمع الإنصاف والعدالة الكاملة غير المنقوصة.