Wednesday 14 May 2025
سياسة

اليد المرفوعة لعبد الإله بنكيران رئيس الحكومة

اليد المرفوعة لعبد الإله بنكيران رئيس الحكومة

ما يُثير في تصريحات رئيس الحكومة المغربية، في سيّاق النقاش حول إضراب الغد، والوضع الاقتصادي لهذا البلد، هي تلك اليد المرفوعة، في الحقيقة والمجاز، والتي تشي برغبة قوية غاضبة في حسم النقاش. فعندما قرّر بنكيران الزيادة في ثمن الكهرباء، قبل مدة قصيرة، رفع يده، في حركة استنكار، واستسلام أيضا، وتساءل بحدة وعصبية: ومنين غادي نجيب الفلوس؟

وكانت اليد المرفوعة، والسؤال المطروح، يُضمران عجزا عن الحركة والفعل، لأسباب عديدة منها ما يتّصل بالواقع السياسي المغربي وعمق التدافعات وقوى الضغط وهوامش الحركة المتاحة لحكومة تعيش بالتقسيط، ولكن اليد، أيضا، تكشف طريقة تدبير رئيس الحكومة لسلطاته: إنه، ذهنيا، يتعامل مع الأمور كما لو كان يُدير منزله الخاص، حيث يشرف على عيّاله. وسنحسّ في غضبه وعجزه تلك اليد المتسلطة المرفوعة في وجه الزوجة والأولاد، التي تتلوها العبارة: منين غادي نجيب الفلوس. لكي يبرّر أي زيادة في الأسعار، أو أي تضييق على الحقوق، دون ندم، مادامت النية صافية، والتماسيح على الرصيف المقابل.
ومع رغبات الزيادة الكثيرة التي تُراود رئيس الحكومة، وحكومته الحكيمة المحكومة، وشهيته لخوصصة التعليم والصحة، سوف تظل اليد -التي ترى نفسها أبويّة- في الارتفاع كلّما احتاجت خزينة الحكومة للمال، وسوف تتهاطل الزيادات في السكر والزيت والشعرية(إلا الشعرية يا بنكيران، فهي طعام الطلبة!)، ثم سينتهي تحمّل الشعب، عندها يُمكن عصر الشعب أو طحنه أو تلفيفه في ورق مزوّق، وتصديره للخارج للاستهلاك، لمباركة التحوّلات الجديدة والاندماج بشكل مُحترم في اقتصاد السوق، والانتماء بدون توقّف لتاريخ الرأسمال المجيد الذي يهوي بنا إلى المنحدر.