الأحد 1 ديسمبر 2024
مجتمع

محمد عزيز الوكيلي: الحرب بين الإخوة قادمة.. لعن الله مُوقِدَها!!

محمد عزيز الوكيلي: الحرب بين الإخوة قادمة.. لعن الله مُوقِدَها!! محمد عزيز الوكيلي
من المظاهر المضحكة المبكية، التي تسخر فيها الأمم الأخرى منا، أنّ القاتل والمقتول بين المتحاربين من إخواننا، العرب والمسلمين، يرفعان شارة النصر، ويصدحان معا بالتكبير والتهليل، إلى درجة إفراغ التهليلة أو التكبيرة من فحواها التعبّدي، وتحويلها إلى قناع مُطلَى بكل الأصباغ يجعل الطرفين المتخاصمين معاً، العربيَيْن والمسلمَيْن يا حسرة، على نفس الدرجة من الضلالة والنفاق والخديعة!!

مناسبة تقديمنا لهذه الصورة النمطية السوداء، لدى العرب والمسلمين خاصة، أن حرباً جديدة تقترب من ربوعنا، وقد بدأت روائحها الكريهة تفوح بقربنا، وهي الآن منّا على مرمى حجر!!

الخبر هذه المرة يكتسي درجةً من المصداقية، بل من اليقينية، لأنه صادر عن وزير مغربي في الشؤون الخارجية لم يعوّدنا إلا الصدق الأكيد في القول، والكفاءة العالية في العمل، والحصافة الشديدة في الرأي والفهم والتحليل... وقد بلغ إليه، عبر وسائله وقنواته ومصادره الإخبارية الموثوقة، نبأُ مرور النظام الجزائري إلى السرعة القصوى، وإلى مرحلة جد متقدمة من الإعداد لحرب يوشك أن يعلنها علينا، ضداً على كل التحذيرات التي سبق أن تلقاها على أيدي مبعوثين من قوى عظمى متعددة ومختلفة، لها مصالح حيوية بالمنطقة، وترفض رفضاً باتّاً أن يقع المساس والإضرار بمصالحها مهما كانت الدوافع والمبررات!!

نعم... الجزائر تضع الآن آخر اللمسات على خطط هجومية توشك أن تنفّذها ضدنا، لأن نظامها لم يعد أمامه، بعد كل الهزائم التي تلقاها على أيدينا، إلا إغراق المنطقة في فتنة دامية ستكون لها بداياتُها، ولكنها سيصعب عليها بعد ذلك أن تجد لها نهاية!!

لقد خسر النظام العربيد والمعتوه في الجزائر كل شيء، وانتهت بهلوانياتُه العدائيةُ إلى الباب المسدود، ولم يبق أمامه إلا أن يأخذ معه المنطقة المغاربية، والمتوسطية والإفريقية، إلى الهاوية وإلى المجهول!!

النظام الجزائري ليس لديه ما يخشى ضياعه، فسياستُه انعزاليةٌ بكل المعايير، واقتصادُه متدهورٌ إلى أقصى الحدود، وسُمعتُه أسوأ وأسود من القار، والأفقُ أمامَه مسدودٌ بكل دلالات الكلمة... إذَنْ، ليس لديه أيّ شيء يمكن أن يخاف على ضياعه، بينما نحن لدينا الكثير والكثير جدا مما ينبغي علينا صَوْنه وحمايته... لدينا الكثير من الإنجازات، ومن المكاسب، التي راكمناها على امتداد أكثر من نصف قرن من البناء والتضحية والصبر والمصابرة... ولذلك يعتقد نظام الكابرانات العجزة أن خوفنا على مكاسبنا سيجعلنا في موقف ضعف، فهو نظام انتحاري، أو هكذا صارت طبيعتُه، بينما نحن نحتفي بالحياة، ونجتهد في تمجيدها بما نحققه من الانتصارات والكمالات!!

بيد أن الأهم من كل هذه الاعتبارات، أن النظام والجيش الجزائريَيْن ليست لهما قضية يمكن أن يضحيا بالغالي والنفيس من أجل خدمتها والذود عمها، بينما نحن مستعدون للتضحية بأنفسنا من أجل قضية نؤمن بعدالتها ونُسرع الخطا نحو الموت من أجل حمايتها من أمثال هذه الطفيليات البشرية!!

الجميل أيضاً في هذه المفارقة، أن ضباط الجيش الجزائري وجنوده، الهواة، سرعان ما سينتبهون لهذا الفارق المُهْوِل في المَوْقِفَيْن، وسيدركون بمجرد ما يبدأ الرصاص صفيرَه وأزيزَه في طَبْلات آذانهم، وتبدأ الجثث في التساقُط المتوالي على مقربة منهم... سيُدركون ساعتئذٍ أنهم فعلا بلا قضية، وبالتالي مخدوعون، وبأنهم إنما يحاربون من أجل طُغمة من اللصوص والإرهابيين استهلكوا على امتداد نصف قرن مئات الملايير من الدولارات مِن مُقَدَّراتهم... لصوص جعلوا أسرَهم وعائلاتهم تصطف يومياً في طوابير الذّلّ والمهانة، وسينتبهون ربما بعد فوات الأوان، إلى أنهم فضلاً عن ذلك بصدد مواجهة جيش من المحترفين... جيشٌ أثبت التاريخ أنه تعوّد على ربح المعارك قبل حتى أن تندلع نيرانُها، لأنه يجعل من النصر شعاراً له قبل المعارك وأثناءها وبعدها، ولأنه في كل الأحوال صاحب قضية!!

الحرب إذن تقف على أبوابنا، وطبولها قد بدأ هديرُها يصل إلى مسامعنا، ونحن كما تعوّدنا ذلك، وكما وَرِثْناه عن الآباء والأجداد، في أتم الأُهْبَة والاستعداد لا لنرفع شارات النصر كما يفعل غيرنا، بل لنقطع دابِرَ هذا السرطان المُفسِد بجوارنا، والمُلقي بأقذاره على جُغرافيتِنا، القومية والإقليمية والمتوسطية والقارية!!

الظاهر أن كابرانات البؤس لم تَكفِهِم ولم تُسعِفْهُم دروس الأمس، بحاسي بيضا، وحاسي الرمل، وحاسي مسعود، وأمغالة الأولى والثانية... ولذلك سنكون والحالة هذه مضطرين إلى تلقينهم دروساً أخرى مجانية، ولكنها هذه المرة ستكون أكثر إيلاماً من مجرد ريال قديم من الألومنيوم مطبوع على مؤخرة قائدهم الأعلى رُتبةً، الفريق أوّل"غير السعيد شنقريحة"... وما عليهم ما دامت الحرب قادمةً إلاّ أن يُعِدّوا مؤخّراتهم بالجملة لنطبع عليها قِطَعَنا النقدية الجديدة... وقد أعذَرَ مَن أنذَر!!!
 
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي