السبت 18 مايو 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: أخنوش يخلق ثورة في طقوس الزواج المغربي 

 
 
خالد أخازي: أخنوش يخلق ثورة في طقوس الزواج المغربي  خالد أخازي
أغلقنا قوس فاتح ماي 2024...
وذهب كل إلى عرسه...
ولكل عرس عمارية وسارية وزبانية..
ذهب أخنوش ليشارك مصونته حفظها الله من عين الطبقة الكادحة حفل إسدال الستار عن زمن العزوبية...
طقس جديد...
وإعادة تأهيل لطقوس الزواج المغربي...
مرحبا بأمريكا على العمارية المغربية...
طقس جديد... وبديع...
أدخله أخنوش على الأعراس المغربية...
كنا نتابعه فقط في الأفلام الغربية...
نتابع صخب حفل نهاية العزوبية...
ولأنه غريب عنا...
كنا نعده ضمن الفرجة والثقافة الغربية...
ولأن أخنوش يريد كما وعد إعادة التربية...
ها هو" بسلامتو" يبدع  في طقوس الزواج للمغارية...
أضاف... حفل توديع العزوبية...
يا مغربي...!
ليلة الحناء مهددة...
لا يهمنا الأمر...
فللمال شهوة التقليد والتمجيد...
والتأهيل والتماهي حد الجنون 
هل سنتخلى عن ليلة الحناء...؟
 هل سنقيم ليلة استوردها  أخنوش من الغرب... تسمى ليلة توديع العزوبية...؟
لا عليكم...!
فأخنوش... هو نفسه الذي استورد الأكباش...
وحول المغرب أزرق... عفوا أخضر...
هو من أتاكم بالأكباش من أندلس الزمان الجميل
كي يتقرب فقراء المغرب لله...
فالخروف لا جنسية له...
أُغلق قوس فاتح ماي...
وكل عاد إلى قواعده وحوارييه..
أخنوش عاد لعرس ابنته المصونة...
والنقابات نصبت المنصات الشائخة...
وكل في سباق محموم...
لا يهم غير العدد والكثافة...
فالعيد قوة...
والحشد هيبة ورهبة...
يقفل عام ويأتي عام..
يخبو فاتح ماي...وماي يخلف ضحايا صامتين..
يكاد عيد العمال يصير مجرد ذكرى وحنين...
كل زعيم مآزر بزعيم أو أكثر...
الصورة من المنصة جميلة...
يلقي خطبة في حماس منصب القامة..
أمام الطبقة العابرة... الكتابة.. 
عابرة... لأن الاستقرار في العمل صار أسطورة..
لم تعد في المغرب طبقة عاملة...
جل العمال... مؤقتون... مياومون... أو سخرة عند شركات المناولة...
أين الطبقة العاملة...؟
كل عام يقص جناح للنقابات...
حتى نسيت التحليق والتصعيد...
كل عام تهدد الزعامات الشائخة بقانون... المسؤول النشط...
فلا يمكنك أن تمثل من لم تعد منهم...
تهديد مبطن...
فتهدأ العاصفة.... وتبدأ التسويات 
كل عام يتضاءل لسان النقابات...
وحين تخطب أمام الجماهير...
تقول كل شيء إلا أنها لا تبوح أنها في حيص بيص...
وأن  العالم يتغير..
وقريبا سيدخل النقابات كتب التراث العمالي....
عام على عام...
وفاتح ماي يتحول إلى مجرد ذكرى جميلة...
كأعيادنا في الطفولة...
عيد بلا حرارة ولا قضية...
غاب فيه صوت مارسيل خليفة...وحضر" الدقايقية" والطبالة... وعابرون حصلوا مجانا على قبعات زهية..
غاب فيه النشيد والإلحاح...
وحضرت الصور والفيديوهات والسليفات...
وحضرت أيضا فيه كائنات لا تعرف لما هي هنا...
تتكلم امام الكاميرات...
وبعفوية الفقراء...
تشكر حتى الأولياء وتدعو لحارس البوابات..
فاتح ماي جمع حقائبه...
ربما لم يأت بعد...
ربما هو كذبة أبريل...
لأنني لم أر الطبقة العاملة...
رأيت المتفرغين... متحمسين...
جزاهم الله... على نضالهم..
فقد كانوا مشغولين بالعدد والمدد والصخب..
رأيت بنكيران... صاحبا الذي لم يهضم بعد عظمة لشكر وأخنوش
آه... الكادح الوحيد كان هو بنكيران .
الرجل كادح حقا..
بعكاز من خشب رخيص...
حضر ليؤازر نقابته...
فحول الحفل إلى عيادة نفسية...
ناح وباح وساح وصباح وحرم وطاح وشكرا...
حضر وليس في يده..
غيرهاتف غير ذكي من جيل الخلوات 
قومه الخبراء ب200 dh
ونقابته تطالب بما رفض أقله بكثير...
زعيم الكاغيط...
والطبيب النفسي الطيب جدا...
لك لله يا إسلام...
كرنفال بنكيران صاحب السبع المليون السمان... على المنبر النقابي وفي قلبه بقية من حتى، فبدل الحديث للمداوخين، توجه لأخنوش... 
جرح أخنوش غائر ولا يندمل...
آه منك يا أخنوش...!
جرحت الرجل جرحا لا يبرأ مع الزمن...
أُسدل الستار عن كذبة فاتح ماي...
شاخت أكثر المنصات....
وتوارى مارسيل خليفة....
واختفى المدى والعدى...
وتسللت العاونيات والدقايقية...
وحل الطبل محل الهتاف...
والرقص محل الرفض...
والعابرون محل الصامدين.. 
والحامدون محل الساخطين...
والموالون بدل الغاضبين...
والمؤلفة تفرغاتهم محل المناضلين
فكان فاتح ماي برائحة غرفة أنعام..
على الباب شهادة وفاة لزمن نقابي جميل...
تنتظر توقيعا مؤجلا...
لطبيب تشريح...
يريد الاحتفاظ بالجثة للفرجة..  
اختفت الطبقة العاملة...
 فالعمال صاروا ربع عمال...
في زمن السخرة...والرخوة...
في زمن صارت فيه عقدة العمل نزوة..
والاستقرار المهني معجزة...
وها نحن... نعيش فاتح ماي الحقيقي...
في أعراس أخنوش... 
طوبى لنا...
فكمت استورد لنا الأكباش...
استورد لنا طقس نهاية حياة العزوبية...
شكرا أمريكا...
وداعا ليلة الحناء...
خالد أخازي،  إعلامي وروائي