الأحد 12 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد العزيز خمريش: ماذا ربحت الجزائر من قضية الصحراء المغربية؟

عبد العزيز خمريش: ماذا ربحت الجزائر من قضية الصحراء المغربية؟ عبد العزيز خمريش
منذ اندلاع حرب الرمال التي فرضت على المغرب الدفاع الشرعي عن النفس في اطار حق المطاردة، والنظام الجزائري يسعى جاهدا بكل السبل إلى محاولة اضعاف المغرب ومحاصرته وتقسيمه باقتطاع جزء من أراضيه، مسخرا في ذلك كل السبل والإمكانيات، بانتهاج اسلوب المساومة والتهديد والحرب بالوكالة.
وعودا إلى السياق فالجزائر، هي التي تمول وتسلح وترافع دبلوماسيا عن اطروحة الشعب الصحراوي. وبما أن المناسبة شرط، فقد عرت قضية قميص نهضة بركان كل الادعاءات الكاذبة والتلفيقات المصطنعة، كما فضحت المسكوت عنه، وذلك باعتماد لغة الأرقام.
فمنذ أن تفجرت هذه الفضيحة والتي جعلت فيلق العسكر في موقف حرج لا يحسد عليه، ذلك أن المفترض وبالمنطق السليم ان ابراهيم غالي الذي صام عن الكلام وبقي في موقف المتفرج هو الذي انتهكت سيادة جمهوريته الوهمية، في حين أن الأبواق المأجورة للجارة هي التي تكلفت بهذا الأمر، بالإضافة إلى أن قرار الحجز ومصادرة الأمتعة الرياضية لنهضة بركان هو قرار عسكري استخباراتي بامتياز لا دخل لفريق اتحاد الجزائر في هندسته وصناعته وتنزيله. وهذا ما تنبهت له في آخر لحظة جماهير الفريق وعبرت عن امتعاضها ومعارضتها لهذا الموقف العبثي غير المحسوب .
وبعد اتهام الكاف والفيفا وكل الأجهزة بالفساد دون استدلال، فإن القرار المنتظر صدوره من المحكمة الرياضية الدولية الطاس، لاشك أنه سيكون صادما للجيران بالبناء على الحيثيات والوقائع التالية :
*الاختصاص يعود لهذه المحكمة بصفتها تنظر في الشكل ومدى التقيد بالقوانين واللوائح دون مناقشة الموضوع والجوهر.
*قميص نهضة بركان بخريطته ورموزه يتوفر على كافة أركان وشروط الشرعية والمشروعية لأنه بكل بساطة معتمد من قبل الكاف ولم يكن محل اي طعن او تجريح او تعرض في المباريات السابقة .
*الطاقم الاداري لنهضة بركان تعامل مع الموقف بكل احترافية حينما وجه اعتراضه مباشرة إلى الجهة المختصة قانونا وهي أجهزة الإتحاد الإفريقي دون الالتفاف إلى استفزازات الأجهزة البوليسية.
*الجارة اعتقدت عن جهل أن قرصنة الأقمصة ومصادرتها سيحرم فريق نهضة بركان من الدخول إلى الملعب مما سيرغم حكم المباراة إلى اعلان الفريق الخصم فائزا، وهو تفسير غبي وبليد للمساطر والمقتضيات القانونية فهل الأمر يتعلق بأزمة قراءة ام أزمة النص ؟
فماذا ربحت الجزائر طيلة خمسين سنة من هذا النزاع المفتعل؟
بالنسبة للمغرب استكمل وحدته الترابية رغم التضحيات الجسام التي قدمها كضريبة للمواطنة، أما الجزائر فقد بددت ثروة الشعب الجزائري في قضية خاسرة، وربحت مائة ألف محتجز لم تستطع ان توفر لهم حتى السكن. فبالأحرى استنبات دويلة كارطونية وزرعها في شمال افريقيا كجسم غريب وخبيت، عمليا تم تجريب كل الأسلحة المتاحة، وكان مآلها الفشل مشفوعا بالويلات والخيبات ويمكن تعدادها كالآتي:
-فشل اطروحة الاستفتاء بمعايير الجزائر والبوليساريو -انتكاسة اكذوبة استغلال خيرات الشعب الصحراوي المزعوم..
-تفسخ ورقة توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.
-تحنيط المعارك القضائية بمقاضاة المغرب أمام بعض المحاكم الإقليمية كجنوب افريقيا.
-تبخر فرضية استثناء الأقاليم الجنوبية من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي
-سحب مجموعة من الدول اعترافها بجمهورية الخيام والغبار والمتلاشيات
-تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي كخيار واقعي متسم بالجدية والمصداقية قابل للتنزيل.
-استحالة تفريط المغرب في صحرائه مهما كانت الظروف والتحديات
-استحالة السماح للعسكر بالمس بسيادة المغرب على اقاليمه الجنوبية..
وفي باب الإستخلاصات ومن وحي التراث المغربي، يحكى أن" رجلا يمتهن التسول، ويستعمل في ذلك مزمارا، اقترب من بناية ضخمة معتقدا انها منزل للسكن يقطنه بعض الأشخاص، فظل يزمر لمدة ليست باليسيرة حتى انتفخت أوداجه، فخرجت امرأة طاعنة في السن من البيت المجاور، فسألته لمن تزمر يا رجل؟ هذا مسجد لا يقطنه احد، فأجاب (الغياط ) اللهم اجعل كل ما زمرناه لله "
لذلك، فإن كل ما زمرته الجزائر ذهب سدى ولم يذهب لله .