الجمعة 3 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد العزيز خمريش: البوليساريو.. قميص نهضة بركان وصمت القبور..

عبد العزيز خمريش: البوليساريو.. قميص نهضة بركان وصمت القبور.. محمد عبد العزيز خمريش
من حسنات قميص بركان انه فضح المستور، وكشف العديد من المغالطات والشعوذة السياسية التي تمارسها الجزائر في كل ما يخص قضية الصحراء المغربية. 
من هذا المنطلق يمكن طرح العديد من الإستفهامات والإشكالات القانونية التي قام الإعلام الجزائري بذبحها دون بسملة، ويمكن تبويب الإشكالات المفاهيمية وفق التبويب الاتي: 
1- مفهوم السيادة: هل اقمصة نهضة بركان المعتمدة من قبل الإتحاد الإفريقي والتي تضم خريطة المغرب كاملة غير ممسوخة، فيها مساس بسيادة دولة الجزائر؟ ولماذا صامت البوليساريو عن الكلام؟، ومن خلال الوصف القانوني للوقائع القائمة، فإن الجزائر منعدمة الصفة لكي تحتج بأن سيادتها انتهكت باقمصة رياضية وكانها تحمل في طياتها أسلحة الدمار الشامل، لأنه لمن دواعي الهشاشة الفكرية أن تشعل الجارة كل هذا السعار المفتعل وغير المبرر، واين اختفى خطاب القوة الضاربة التي زلزل كيانها بمجرد قميص رياضي مرصع بخريطة مكتملة الأركان ومعترف بها قاريا ودوليا.

2- أن التفنن في هندسة الكذب واختلاق الوهم والخطاب المفضوح يعري حقيقة الصراع المفتعل التي تغذيه توابل الأحقاد والعداء المجاني ومحاولة تقسيم المقسم وتجزيء المجزء. 

3- طالما امطرنا الخطاب الرسمي الجزائري بوابل من المبررات المهلهلة والتي يستحيل ان تستوي بالشكل الذي استوت عليه، من قبل الحياد وأن العساكر لا مطمع لهم في الصحراء، لكن هذه الإدعاءات لاتصمد أمام مجموعة من المعطيات التاريخية التي تكذب كل هذا البهتان وبشكل متواتر، فالجزالر هي تمول وتسلك وترافع وتدعم، وهي التي طالبت بتقسيم الصحراء المغربية علانية  تحت ذريعة إجراء الإستفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي وهو مفهوم موبوء لأن النظام العسكري هو الذي يريد تنزيل قواعد مشوهة حسب عقليته ومزاجه، لكن كل هاته الإدعاءات كان مصيرها البطلان من قبل المنتظم الدولي .هل تناسى حكام الجزائر موقفهم البئيس والمخزي من قضية جزيرة ليلى، حيث ان جامعة الدول العربية أعلنت تضامنها اللامشروط مع المغرب ماعدا الجزائر التي اعتبرته بلدا محتلا لجزيرة مغربية، ولازال التاريخ يذكر بقسوة، انه مباشرة بعد نجاح المسيرة الخضراء، قام  بوخروبة  بطرد آلاف المغاربة ونزع ممتلكاتهم ورميهم في الصحراء في ظروف مأساوية لا انسانية تعبرعن الحقد والإنتقام.
ولعل السؤال الذي يبقى مطروحا وبشكل مشروع، هل القميص البركاني المزعج اعتدى على سيادة الجزائر ام انتهك حرمة البوليساريو كجمهورية وهمية من ورق؟ 
لماذا صام ابن بطوش عن الكلام في هذه الواقعة مادامت انها مرتبطة بسيادة جمهورية العب والخيال.
 
4- انعدام الأهلية: بمقتضى جميع القوانين والتشريعات لا الجزائر ولا رضيعتها البوليساريو مؤهلتين قانونا لمناقشة مباديء السيادة، لأن اختيار شعار الفريق والعلم الوطني والجهة المستشهرة وخريطة الوطن شان داخلي ، ومادام ان هذه البذلة برموزها مصادق عليه من قبل الكاف وسبق لفريق نهضة بركان ان لعب بها في عدة تظاهرات قارية، فإن كل الاحتجاجات المعلن عنها والعدم سيان. 

5- أطراف الخصومة: مادام ان الجهة المنظمة للتظاهرة هي الإتحاد الافريقي لكرة القدم  ومادام ان جميع الطعون التي تقدمت بها الجزائر كان مآلها الرفض، فإن طبيعة المنازعة تبقى قائمة بين نهضة بركان وبين الكاف، لأن الجزائر ليست لها لا الأهلية ولا  الصفة ولا المصلحة ولا هي طرف في هذه المنازعة القانونية المفتعلة،وبمفهوم المخالفة هل هناك وجود مادي لمنتخب البوليساريو ؟ لكن قد لا نستغرب مستقبلا حينما سنسمع قريبا بفرق صورية أو صنمية مثل (نهضة تندوف ،اتحاد الرابوني ، المنتخب الصحراوي الجزائري، فريق مولودية الصحراء الغربية الجزائرية !؟) . 
لكن هذا الطموح الأجوف الهادف إلى اقتطاع جزء من الأراضي المغربية وضمها إلى الجزائر يبقى أمرا مستحيل النفاذ، فقد جربت الجارة جميع الوصفات، فكان مالها الفشل والخيبات وسيحاكمها التاريخ بكل قسوة لأنها تبدد مقدرات الشعب الجزائري في قضية خاسرة بكل المقاييس..