الجمعة 3 مايو 2024
كتاب الرأي

بنطلحة الدكالي: دبلوماسية المساجد الناعمة التي يسلكها المغرب .. تتألق في أفريقيا..

بنطلحة الدكالي: دبلوماسية المساجد الناعمة التي يسلكها المغرب .. تتألق في أفريقيا.. محمد بنطلحة الدكالي
اختار المغرب أن يفتتح مسجدين عظيمين يسعان لآلاف المصلين، وبطابع هندسي ومعماري مغربي فريد، في كل من العاصمة الغينية كوناكري، وأبيدجان عاصمة ساحل العاج، وكلاهما يحمل اسم الملك محمد السادس.
وأعادت هذه المناسبة الحديث عن "دبلوماسية المساجد" التي يسلكها المغرب، بصفتها قوة ناعمة، لتقوية حضوره في القارة الأفريقية، إذ يشرف المغرب على شبكة واسعة من المساجد في أفريقيا، و تمنح المغرب نفوذًا كبيرًا بين الجاليات المسلمة..
وهكذا يعتمد المغرب على عمقه الأفريقي لتقديم تجربته في الأمن الروحي، بإطلاق عدد من المبادرات بهدف تعزيز التعاون المغربي الأفريقي في المجال الديني، وأن من أبرز تلك المبادرات، إنشاء معهد محمد السادس للأئمة والمرشدين ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة والتي تضم 150 عضوا، من بينهم 17 امرأة من 31 دولة أفريقية.
ويفترض أن تشكل هذه المبادرات الأداة الأساسية للقوة الناعمة للمغرب في أفريقيا، لتعزيز مكانته على المستوى الديني والسياسي والأمني،مساهمته في محاربة التطرف والإرهاب، معتمدا على أمرين أساسيين، أولهما اعتباره نموذجا للأمن والاستقرار، وثانيهما اشتراكه مع دول غرب أفريقيا في هوية دينية مشكلة من الإسلام السني المعتدل. إن التاريخ المشترك بين المغرب وغرب أفريقيا يؤهله -بحكم مرجعيته الدينية- لتحقيق الأمن الروحي، عبر دبلوماسية دينية تستقي أنموذجا لإسلام سني وسطي ومعتدل، وذلك من أجل تحصين المجتمعات الأفريقية من كل مظاهر التطرف..
ووظيفة المسجد السياسية والاجتماعية والاقتصادية منذ صدر الإسلام وبداية الدعوة المحمدية، يقوي توظيفها اليوم في كل تلك المجالات، ومنها الترويج لخط سياسي معين، لتوجيه السياسة العامة للأمة وخطها السياسي المتزن..
فالمسجد يسهم بتوجيه السياسة العامة للأمة وخطها السياسي المتزن، وكان من اللافت سياسيا وإعلاميا أن يقوم الملك محمد السادس بزيارات متكررة إلى أفريقيا، تهدف بشكل رئيس إلى تعزيز علاقات المغرب السياسية والاقتصادية، وأن يحضر أيضا صلاة الجمعة في عدد من عواصم القارة، كما حرص على توزيع آلاف النسخ من المصحف الشريف، ولقاء عدد من الزعماء الدينيين ومشايخ الصوفية.
علاوة على ذلك، يستفيد المغرب من الاستثمار في السياسة الدينية المتطورة والموجهة نحو أفريقيا، لتقوية مجالات التعاون الاقتصادي وزيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري، وتنويع شراكاتها الثنائية مع الدول الإفريقية، كما أن طموح المغرب في أن يكون زعيما دينيا في أفريقيا يحظى بدعم وتشجيع من قبل القوى الإقليمية والدولية، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى....