الأحد 19 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: هل لدى تبون مستشارين؟

 
 
عبد الوهاب الدبيش: هل لدى تبون مستشارين؟ عبد الوهاب الدبيش
منذ توليه الرئاسة بقرار من الجنرالات وعبد المجيد تبون يراكم التصريحات المثيرة للجدل التي لا تمر دون ان تترك المتلقي لها يصاب بالدهشة ويسائل نفسه هل يمثل هذا الرجل دولة ذات سيادة؟.
 
من تصريحاته من  الجزائر "قوة ضاربة"إلى كونها "قارة"إلى انها تتوفر على "احسن نظام صحي بالعالم "إلى انها اول "بلد اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية "وأن اميرها عبد القادر بن محي الدين المختاري سلم مسدسا إلى  جورج واشنطن  وان بلاده  لديها من الإمكانيات ما يجعلها تقوم بتحلية مياه البحر المتوسط بقدرة استيعابية تعادل مليار متر مكعب وثلاثمائة مليون متر مكعب "يوميا" وووو.
 
من التصريحات التي تجعل من المتلقي العاقل يتساءل هل يملك هذا الرئيس مستشارين يكتبون له ما يجب ان يقول وما لا يجب ان يقال!!؟
 
مرة طرحت بعض الفعاليات الجزائرية المنفية في الخارج سؤالاً وجّهت من خلاله دعوة إلى من يتعامل مع الرئيس بضرورة كتابة خطاباته أو تدخلاته الصحفية، حتى لا يرتكب حماقة ما تجعل المتلقين عبر العالم يتهكمون على الرجل وعلى من وضعوه في اعلى موضع في هرم السلطة..
 
فقد سبق ان اضطرت الجهات الوصية على التلفزيون الرسمي في الجزائر إلى استخدام مقص الرقابة لمنع وصول افكار عبرعنها الرجل تخص بلدانا عربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، هذا علاوة على غيرها من الدول مثل دول البريكس التي رفضت عضوية الجزائر فيها، بعد ان ادعى سي عبد المجيد تبون انه وضع في خزينتها مليار ونصف المليار دولار كتسبيق مالي عن دخول بلاده هذا المنتدى..
 
الثابت عند  الرجل انه لا هدف له من التواصل غير المغرب، فقد لا يمر خطاب أو حوار أو كلمة يلقيها سي عبد المجيد لا يوجد فيها ما يعني انه يقصد المغرب ومؤسساته الدستورية، أو أن يقحم ملف الصحراء المغربية في أي كلمة..
 
لا يهمنا من كل هذا سوى أن يفهم العالم أن المغرب أصبح فوبيا أو مرض عضال تعاني منه الدولة الجزائرية إذا كانت فعلا هنالك ما يشبه الدولة..
 
المغرب ولا شيء غير المغرب والحقيقة اننا فعلا ألفنا مثل هذا الخطاب الذي يحلم ببلادنا صباح مساء بل أن واقع الحال يجعلنا نتمنى أن لا تغيبه الطغمة العسكرية التي جاءت به إلى السلطة، نحن في المغرب ندرك أن هذا الرئيس لا سلطة له ولا يستطيع اتخاذ اجراء. دون ان يعود إلى سيده السعيد..  ونعلم ان سي عبد المجيد سيبقى على رأس السلطة في هذا البلد إلى ما بعد 2030 لأنه الشخص المناسب للوضع السياسي الذي توجد عليه علاقات بلاده مع جوارها الغربي، تعددت المناسبات والخطاب لم يتغير وكل هذا لم يجعل المغرب يرد على خطابات وحوارات الرئيس ورغم علمه بكون المغرب "داير وذن كيال" ولا يرد على أي كلمة تقال فيه من طرف الجزائر ليس خوفا أو تهيبا من "القوة الضارية " التي تتردد على مسامعنا يوميا، المغرب يشتغل في صمت والفارق بينه وبين جواره قد يصل إلى نصف قرن، وأكيد أن ردة الفعل على مثل هذه الحكامة الرديئة ستكون مناسبة في الزمن والمناسبة الملائمة لذلك..
 
 لكننا لحد الان لا نرغب في ازاحة سي عبد المجيد فهو الأليق لقيادة البلد القوة الخارقة، مثل هذا الشخص يذكرني بعبد الناصر الذي كان يزعم قوة خارقة اندحرت في ستة أيام أو لنقل في اقل من نصف ساعة..
 
البلدان العاقلة تتحكم في أهوائها حتى لا تسقط في المحظور وهذا اقل أنواع الإيمان في مجال التحفظ من إطلاق العنان في كلام قد لا يفيد..
 
يا سي عبد المجيد لا توجد في كوكب الارض مزرعة مساحتها مئة الف هكتار وبالمناسبه أدرار كلمة أمازيغية متداولة في اگادير المغربية، أما ما تقصده بأدرار في الجزائر فاسمها توات الممنوعة على الجزائريين ان ينطقوها
أنها توات المغربية القحة. وتحياتي لكل من عرفت بهذا الاسم ويسكن بفاس الجديد أو بفاس زمن الستينات والسبعينات..