الأحد 8 سبتمبر 2024
مجتمع

هذه هي المخاطر التي تهدد المتضررين من الزلزال..

هذه هي المخاطر التي تهدد المتضررين من الزلزال.. مشهد من الدمار الذي خلفه زلزال الحوز
في أعقاب الزلزال الذي هز منازلهم وتركها أنقاضًا متراكمة مساء الجمعة 8 شتنبر 2023، وجدت زهور (38 سنة) نفسها خارج بيتها خالية الوفاض، كل ممتلكاتها الشخصية البسيطة، هي الآن تحت الأنقاض وسط ركام الدمار..
تقف زهور أمام المنزل الذي يعد منزل الورثة، نالت غرفة منه إلى جانب بعض أشقائها وشقيقتها، تراقب زهور بعض الاعمدة التي كانت تحمي البيت، فيما يظهر جزء من دولابها الخشبي، وسط ركام الأحجار والأتربة..
بعد الزلزال تعيش اليوم زهور رفقة عائلتها في خيمة بلاستيكية منحتها لها الوقاية المدنية بالجماعة، تنام إلى جانب شقيقتها وبناتها الأربعة إلى جانب قريبات لها من العائلة، حيث يصل المجموع إلى 8 أفراد، طبعا تضيق جنبات الخيمة عن استيعاب هذا العدد، لكن الله غالب كما تقول زهور، في حين أن أقرباءها من الذكور يعيشون إلى جانبهم في خيمة مجاورة..
ليل الحياة في هذه الخيام ليس كنهارها، حر في النهار وقر في الليل، ولا بديل عن الخيام كمأوى مؤقت، لايعرف أفقه الزمني، شهر أو شهرين، عام أو عامين..
ما تعيشه زهور هو ما تعيشه الآلاف من الأسر في الحوز وغيرها من المناطق التي ضربها الزلزال مخلفة آلاف القتلى وأضعافا من المصابين وغيرهم من المتضررين، 
لقد وجد هؤلاء المتضررون من الزلزال أنفسهم محاصرين في واقع قاسٍ جدا، بعد أن كانوا في منازلهم البسيطة متحصنين من كل ما يشكل تهديدا على حياتهم أو يعيق سيرورتها.
وبما أن فصل الشتاء على الأبواب، فإن انخفاض درجات الحرارة ليلا تحت هذه الخيام بدأ ينبؤ بفصل بارد. فهذه الخيام لا تكفي لحمايتهم من برودة الليالي القارسة، والأطفال وكبار السن باتوا عرضة لخطر الإصابة بنزلات برد.
ولا تتوقف المخاطر عند حدود البرد، فالخنازير البرية والكلاب والقوارض باتت تجوب الأماكن المهجورة في عدد من الدواوير بحثًا عن الطعام. ما جعل الناس يخشون من هجمات هذه الحيوانات والقوارض والزواحف التي أصبحت تشكل تهديدًا إضافيًا على حياتهم. 
إلى جانب ذلك، تنامت حالات السرقة والنهب في ظل الفوضى الناجمة عن الزلزال. الناس يخشون فقدان ما تبقى من ممتلكاتهم ومواردهم الأساسية، سواء في منازلهم المنهارة أو بداخل خيامهم المؤقتة.
ما يجعل المتضررين يبذلون جهدًا كبيرًا لمحاولة استعادة بعض من أغراضهم والتغلب على الدمار الذي خلفه الزلزال، في ظل المساعدات التي تقدمها السلطات المحلية وحتى التي تلقوها من المجتمع المدني. 
بالإضافة إلى كل هذا، يتعين على الناس مواجهة بقايا الزلزال ومخلفاته كرائحة جثت الدواب والبهائم التي بدورها تشكل عائقا أمام سير نهج حياتهم الطبيعي ولو في الخيام او حتى داخل المنازل التي لم تتضرر بشكل كبير، فهم  الآن عرضة للفيروسات  وحتى الرائحة النتنة لهته الحيوانات الميتة. 
ويبقى واقع هؤلاء الناس الذين يعيشون في خيام بعد الزلزال الذي ضرب الحوز في 8 من شتنبر الجاري، هو واقع مرير يتطلب تضافر الجهود لتقديم المساعدة والدعم لهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية وضمان سلامتهم وأمانهم في هذه الفترة الصعبة.