الخميس 2 مايو 2024
في الصميم

حرق القرآن الكريم.. ما الفرق بين إرهاب السويد والدانمارك وإرهاب داعش والقاعدة؟!

حرق القرآن الكريم.. ما الفرق بين إرهاب السويد والدانمارك وإرهاب داعش والقاعدة؟! عبد الرحيم أريري
أينكم يا أصحاب القيم الكونية؟!
أينكم يا أصحاب القيم العالمية؟!
أينكم يا أصحاب تأليه الدول الاسكندنافية؟
هل تستقيم "حرية التعبير" مع الإمعان في إهانة مليار و250 مليون مسلم في العالم؟
هل القيم الكونية هي أن ترخص سلطات السويد ذات 10 ملايين نسمة لمتطرف حقير، بأن يقوم بحرق القرآن لاستفزاز العالم الإسلامي الذي يضم 1.250.000.000 نسمة؟!
هل من العقل والصواب والمنطق أن تتحكم دولة السويد القزمية التي لا يمثل سكانها سوى 0،8% من مجموع العالم الإسلامي، أن تفرض قيمها ومفهومها للحرية على مليار و250 مليون مسلم؟
بالمقابل هل تسمح السويد لمسلم واحد( أو بوذي أو مسيحي أو يهودي أو ملحد) بأن يتبول على رايتها وعلى دستورها أو يتبول على تاج ملكها "كارل غوستاف" حتى، بدعوى وجوب احترام "حرية التعبير"؟
 
إن كان الأمر كذلك، لم هذا الحرص على التحرش بالمسلمين وبدين المسلمين وبرعاية حكومة السويد وحكومات الدول الاسكندنافية الأخرى؟
هل تملك حكومة السويد الجرأة بالترخيص لشخص واحد( حتى لا نقول لحزب أو جماعة)، بالتظاهر لحرق راية الشواذ جنسيا، أو الترخيص له برفع علم النازية أمام مبنى بلدية ستوكهولم، أو الترخيص له باعتلاء المنبر بالشارع لإنكار المحرقة ضد اليهود؟
إن كان الأمر كذلك، لم تتشدق حكومة السويد لتبرير الترخيص للمتطرف " سلوان موميكا" بحرق القرآن، من كون الأمر يدخل في إطار حرية التعبير؟!
 
لو قام المتطرف بعمله من تلقاء ذاته، لما ركزنا على الموضوع، لكن أن تحمي دولة السويد إرهابيا وتعطيه الترخيص الإداري لإهانة المسلمين وتأجيج الكراهية ولنسف مبادئ التعايش وقبول الآخر، فهذا ما يضرب مصداقية شعار " القيم الكونية" و"عالمية حقوق الإنسان" في مقتل! لأنه لا توجد "قيم كونية" ولا "مبادئ عالمية" ولا "ستة حمص"، بل توجد فقط قيم سويدية ودانماركية وأمريكية وهولندية وفرنسية وألمانية وبريطانية، أي قيم ومبادئ دول غربية مغترة بقوتها المالية والعسكرية ومغترة بهيمنتها على المنظمات الدولية وعلى وسائل الاعلام والسينما، وتسعى هذه الدول بكل ما تملك من موارد مالية ونفوذ لبسط مفهومها للقيم ولحقوق الإنسان وفرضها على حساب مليار و250 مليون إنسان مسلم، بل وفرضها على حساب 4،5 مليار فردا بالعالم، إذا أدمجنا سكان الهند والصين كذلك ( أي أكثر من نصف البشرية)!
 
لنتجنب الغوص في الماضي القريب: تاريخ إقدام صحيفة دانماركية على ترويج الرسوم المسيئة للرسول الكريم عام 2005، أو طبع القرآن في ورق المراحيض وتوزيعه على المساجد في ألمانيا عام 2005، أو إقدام القس الأمريكي "تيري جونس" عام 2010 على إحياء "اليوم العالمي لحرق القرآن"، ولنستحضر فقط التاريخ الحديث جدا لمسلسل الإهانات المتتالية للمسلمين من طرف نفس الحوض الجغرافي الممتد من ألمانيا( منبث النازيين) إلى الدول الاسكندنافية ( منبث وحوش الفايكينغ الدمويين) مرورا بهولندا ( مصنع كل الشرور والآثام التي تستهدف الإنسان غير الأبيض!):
 
** في 2016 جعل خيرت فيلدرز، اليميني المتطرف بهولندا، من حرق القرآن حصان طروادة
** في 2017 الدانمارك توفر الحماية لمتطرف بث عملية حرق القرآن بالفيديو
** في غشت 2020، متطرفون يحرقون القرآن في مدينة مالمو بالسويد، وبمدينة أوسلو بالنرويج
** في أبريل 2022 السويد توفر الحماية للمتطرف الدانماركي "راسموس بالودان" زعيم حركة يمينية فاشية "الخط المتشدد" ليقوم بحرق نسخ من القرآن علانية.
** في أكتوبر 2022، ومن جديد بهولندا، حين أقدم زعيم "بيغيدا" المتطرفة على حرق القرآن.
 
أبعد هذه الوقائع يحق للمرء الوثوق في شعارات القوى الغربية وفي "قيمها الكونية"؟ ألا يعد المس بمشاعر مليار وربع المليار مسلم تحت رعاية حكومات دول الشمال، إرهابا؟
 
فما الفرق إذن بين إرهاب السويد والدانمارك وإرهاب داعش والقاعدة؟
في نظري: هم على ملة واحدة. وبئس لكل من يستمر في تأليه الدول الاسكندنافية الراعية الرسمية للإرهاب ضد الدول الإسلامية !