السبت 4 مايو 2024
في الصميم

بالله عليكم.. أيعقل أن نواجه عصابة الجزائر بمبلغ 91 ألف درهم في الساعة؟!

بالله عليكم.. أيعقل أن نواجه  عصابة الجزائر بمبلغ 91 ألف درهم في الساعة؟! عبد الرحيم أريري
بعد أن حسم المغرب ملف الصحراء على المستوى العسكري وخلق غصة للعدو الجزائري، وبعد أن حشد المغرب تأييد أزيد من 90 دولة تناصر خطة الحكم الذاتي، على المغرب اليوم، أن يرفع من وثيرة خنق العدو الشرقي لإرهاق الجزائر والزيادة في إنهاكها. ويتطلب الأمر، في نظري، الرفع من الاعتمادات المالية والبشرية المخصصة للديبلوماسية المغربية عبر ثلاثة مداخل:
 
المدخل الأول: التوجه للشعب ليساهم كل مواطن بدرهمين في الشهر، أي ما يمثل 24 درهما في العام يدفعها المواطن بما سيوفر مبلغا قدره 720 مليون درهم سنويا.
 
المدخل الثاني: التوجه لأصحاب الثروة الكبرى ليقتسموا حصة الشعب (72 مليارا) كل حسب حجم ثروته. فثروة أنس الصفريوي ليست هي ثروة لعلج، وثروة مولاي حفيظ العلمي ليست هي ثروة مريم بنصالح، وثروة عثمان بنجلون ليست هي ثروة عائلة الدرهم، وثروة أخنوش ليست هي ثروة برادة، وثروة زنيبر ليست هي ثروة العمراني، وثروة أمهال ليست هي ثروة الكتاني، وهكذا دواليك. إذ لا يعقل أن يحقق هؤلاء ثرواتهم الباذخة من امتيازات خيالية خولها لهم المشرع دون أن يساهموا في هذا المجهود الحربي والديبلوماسي الذي تواجهه البلاد. خاصة وأن حفلا واحدا ينظمه واحدا من هؤلاء الأثرياء يكلف 2 أو 3 مليار سنتيم لاستدعاء هيفاء أو هيشاء وهبي من الشرق العربي لأداء بعض الأغاني في الحفل وتعود أدراجها إلى وطنها.
 
المدخل الثالث: أن تخصص الدولة مساهمة بقدر ما ساهم به الشعب والأثرياء (72 مليارسنتيم لكل فئة)، أي أن الدولة عليها رصد 114 مليار سنتيم كحصة إضافية. وبالتالي سيمكننا هذا المونطاج المالي من التوفر على 288 مليار سنتيم إضافية كل عام ينبغي أن تخصص لديبلوماسية هجومية في كل المواقع التي تنشط فيها الجزائر والبوليساريو. إذ من العار أن يكون مصير المغرب معلقا بملف الصحراء، ولا يرصد لديبلوماسيتنا كميزانية سوى حوالي 800 مليون درهم كل عام (80 مليار سنتيم)، ولايعين سوى 1600 ديبلوماسي مغربي في كل أصقاع العالم( بمن فيهم العاملون بالإدارة المركزية بالرباط!) . وهو مايفيد أن المغرب لا يخصص عمليا سوى 2.191.000 درهما في اليوم للصحراء ولمواجهة دولة العصابة بالجزائر !!
 
بالله عليكم، اعطوني دولة كان لديها تراب متنازع عليه في الأمم المتحدة (هناك أزيد من 50 نزاع ترابي)، وتخصص له 91 ألف درهم في الساعة؟!
 
ففي أي وجه سينفق هذا المبلغ؟ أي هل على حفل عشاء بـ «كاس نقي» يجمع ديبلوماسيي المغرب مع سياسيين ورجال أعمال وفنانين بالدول التي يمثلون فيها بلادنا بالخارج أم على ندوة؟ أم على تمويل خطط لضمان الاصطفاف الذكي لطرح المغرب؟ أم على تمويل رحلة لجامعيين وصحفيين وجمعويين وبرلمانيين أجانب من مختلف دول المعمور لزيارة المغرب واستكشافه  والالتقاء بنخبه وأناسه ليقفوا على الوقع بأم أعينهم؟
الكرة الآن في ملعب الحكومة والبرلمان لأجرأة هذه الفكرة أو ابتكار مونطاج مالي ملائم يسمح للمغرب بأن يتحرك بأريحية على المستوى الدولي لدك الجزائر دكا، وطي ملف الصحراء طيا نهائيا لينصرف المغرب لتنمية البلاد وتدارك التأخير الحاصل في عدة مجالات.