الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

بسبب الغلاء... في الحاجة إلى التجاوب مع نبض المجتمع يا فقهاء الدين

بسبب الغلاء... في الحاجة إلى التجاوب مع نبض المجتمع يا فقهاء الدين ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية يثير سخط المواطنين
يبدو أن الارتفاع المهول الذي سجله "زلزال" الأسعار في مختلف المواد الأساسية لن يتراجع منسوبه بعد أن حطم أرقامه القياسية على لائحة سلم السوق الاستهلاكية التي أتت على كل مدخرات الطبقة المتوسطة ونهبت دريهمات جيوب فئة البسطاء، والدليل الارتفاع الصاروخي في أثمنة الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء تزامنا مع ترقب شهر رمضان الأبرك الذي لن يترك فرصة التقاط أنفاس المواطن الشبيه بمثل "ثَوْرْ الْغَيْسْ".
"إن تأخر التساقطات المطرية نهاية موسم 2022، وانتكاسة الزراعة البورية في العديد من المناطق كانت عاملا في التخلي عن قطعان الماشية ورؤوس الأغنام بسبب غلاء الأعلاف وعدم قدرة الفلاح والكساب البسيط على الحفاظ على مورد رزقه". يفسر أحد الفلاحين البسطاء من منطقة دكالة بمجال أولاد عمران حيث قال: "كان انتظام التساقطات يساعد على زراعة أراضينا بمختلف الحبوب والقطاني وتوفير الكلأ للمواشي...لكن للأسف كل ما حرثناه وزرعناه اغتاله تأخر الأمطار".
ورغم التساقطات المطرية الأخيرة التي ساهمت في تعزيز الفرشة المائية فلن يحدث أي تغيير ملموس على مستوى المعيشة في مختلف القرى والبوادي التي تقتات على الفلاحة البورية. "فعلا هناك انفراج على مستوى حصيلة المياه التي تم تخزينها في الحفر المائية (لمطافي) المخصصة لمورد المواشي ورؤوس الأغنام والاستعمالات الضرورية للحياة". يؤكد أحد أبناء منطقة أحمر، لكن يستدرك بوجع قائلا: "لقد تخلى المواطن القروي البسيط على مورد رزقه المتمثل في المواشي ورؤوس الأغنام بفعل غلاء الأعلاف، ولا يمكن تعويضها إلا بقدرة قادر.. سِيرْ حْتَى شِي عَامْ".
وحسب المعلومات المتوفرة لجريدة "أنفاس بريس" فإن أسواق المواشي هذه الأيام تشهد غلاء لا مثيل له بالمقارنة مع السنوات الفارطة على مستوى صنف الخرفان المؤهلة للذبيحة بالأسواق الأسبوعية. في هذا السياق علمنا أن "ثمن الأكباش المليحة قد فاق كل التوقعات خصوصا تلك التي يسمنها الكساب من أجل عيد الأضحى في علاقة مع ارتفاع ثمن الأعلاف بسبب غلاء المحروقات". يوضح أحد الكسابة بمنطقة الرحامنة والشاوية
في هذا السياق يرى مواطنون أنه من الأفضل أن تتحرك الحكومة والبرلمان لمناقشة تداعيات الغلاء وانعكاسه على سوق الأضاحي على اعتبار أن هناك تسريبات تتحدث عن استيراد رؤوس الأغنام من خارج المغرب لتعزيز السوق الداخلي بأكباش الأضحية حيث تساءل الكثير منهم بالقول: "لماذا لا تفكر الحكومة في تجاوز شعيرة عيد الأضحى هذه السنة وتوفر عناء ومشاكل شراء الأضحية كما وقع في سنوات سابقة؟ من أين للمواطن البسيط أن يوفر ثمن كبش العيد في ظل تنامي منسوب الغلاء؟".
تفصلنا أياما قليلة على شهر رمضان الذي يتطلب مصاريف باهضة مع ارتفاع أسعار كل المواد الاستهلاكية، ويعلم الله وحده من أين سيأتي الناس بمتطلباته لمواجهة تكاليفه، وبعده سيدخل الشناقة وسماسرة الأزمات على خط اقتناص فرصة الإجهاز على آمال الفقراء، وما يستتبع ذلك من مشاكل لا حصر لها عبر ربوع البلاد. "دائما قبل عيد الأضحى يتكبد المواطنات والمواطنون خسائر جسيمة مادية ومعنوية ونفسية، ويرتفع منسوب المشاكل الاجتماعية ذات الصلة بشراء الأضحية، ويتسبب ذلك في جراح عميقة كما وقع خلال فترة الحجر الصحي (كورونا) بالعديد من المدن والبوادي". يوضح أحد الفعاليات من مدينة اليوسفية
وحسب نبض المجتمع فإن العديد من المواطنات والمواطنين يتطلعون إلى إلغاء شعيرة عيد الأضحى وتأجيلها إلى السنة المقبلة، أولا من أجل الحفاظ على رؤوس الأغنام، وثانيا من أجل تخفيف عبء مصاريف العيد التي سيحتاجها المواطن لتسديد ديونه المتراكمة، وثالثا لاسترجاع أنفاس البسطاء الذين خنقتهم ضربة زلزال غلاء الأسعار وتوقيف حلقات مسلسل غرق "ثَوْرْ الْغَيْسْ" في مستنقع الأزمات، والأهم من هذا وذاك قطع الطريق عن لوبيات الاحتكار والمتاجرين بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلى أن يظهر الحق.
فهل يجتهد فقهاء الدين للترافع عن فقراء الوطن الذين قهرهم الغلاء الفاحش والدفع بتأجيل شعيرة عيد الأضحى إلى السنة المقبلة والله لا يضيع أجر كل مجتهد؟