في تطور لافت للأحداث بقطاع التعليم العالي والأحياء الجامعية بعد أن ولى الوزير الميراوي ظهره عبثاً ودون قراءة لتبعات سياسة اللامبالاة التي يتبعها منذ توليه حقيبة الوزارة، بما خلفته من احتقان اجتماعي عكست مظاهره بجلاء تنفيذ النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل المرحلة الأولى من البرنامج النضالي الذي انطلق بحمل الشغيلة الشارات الاحتجاجية يومي 27 و28 فبراير الماضي وتنفيذها لإضراب وطني إنذاري بالتوقف الجماعي عن العمل لمدة 24 ساعة أمس الأربعاء فاتح مارس الجاري (في اطار هذا التطور) وجه المستشار البرلماني خليهن الكرش منسق مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين، سؤالا كتابيا إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار يوم أمس الأربعاء فاتح مارس 2023 حول موضوع احتجاجات موظفي التعليم العالي.

ومما جاء في السؤال، "على اثر سلسلة الاحتجاجات التي ينظمها موظفو وموظفات التعليم العالي والأحياء الجامعية والاضراب الوطني الذي تخوضه شغيلة القطاع اليوم فاتح مارس 2023 ، فإن الوضع يعرف احتقانا كبيرا، ويبدو أن حالة الاستياء في صفوف الموظفين والموظفات بالجامعات والمدارس العليا والأحياء الجامعية وصل إلى مستوى غير مسبوق نتيجة الإقصاء الذي تتعرض له هذه الفئة والتهميش الذي طال مطالبهم".

من هنا، ساءل منسق المجموعة الكونفدرالية الوزير الميراوي، حول الاجراءات التي ستتخذها وزارته للاستجابة لمطالب هذه الفئة من موظفي القطاع العام، وعلى رأسها نظام أساسي محفز وشامل لكافة العاملين بالقطاع إسوة بزملائهم الأساتذة، ومأسسة الحوار القطاعي الذي توقف منذ أكثر من سنة، والالتزام بما تم الاتفاق عليه مع النقابة الأكثر تمثيلية في الجولات السابقة، والتدخل بقوة لوقف محاربة العمل النقابي في مختلف المواقع الجامعية.

النقابة الوطنية تؤكد أن نسبة نجاح الاضراب وصلت وطنيا إلى 92%

من جانبها كشفت النقابية الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن النسبة الإجمالية لمشاركة الموظفات والموظفين في الإضراب الإنذاري الذي دعت إليه ونفذته أمس الأربعاء فاتح مارس 2023 وصلت إلى 92% على المستوى الوطني، بينما عرفت الكثير من المؤسسات والأحياء الجامعية نسبة مشاركة وصلت إلى 100% وتراوحت النسب حسب المدن بين 75% و95%.

وسجل بلاغ اخباري للنقابة يتوفر أنفاس بريس على نسخة منه، انخراط شغيلة القطاع في الإضراب الانذاري بكثافة غير مسبوقة، أرجع المصدر ذاته أسبابها لـ"مشروعية المطالب التي عبرت عنها نقابتهم الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في نداء الإضراب، واقتناعا منهم بأنه حان الوقت لإعادة الاعتبار لمكانة الموظف في منظومة التعليم العالي".

كما شددت النقابة الأكثر تمثيلية، أنه "لم يعد مقبولا بأي حال من الأحوال تهميش الموظفين، ونهج سياسة الكيل بمكيالين، والتعامل بأسلوب المماطلة والتسويف مع ملفهم المطلبي الذي ظل يراوح مكانه منذ سنين"، مبرزة في ذات الآن، أن المشاركين في الإضراب أبدوا جميعا استعدادهم لخوض كل الأشكال النضالية التي تضمنها برنامج النقابة النضالي إلى حين إنصافهم واستئناف الحوار القطاعي بشكل جاد ومسؤول في أفق حل المشاكل العالقة وإخراج نظام أساسي منصف ومحفز يشمل كل الفئات دون استثناء.