الخميس 25 إبريل 2024
جالية

رسالة فلوريدا: مكتبة بمليوني كتاب وشاطىء نظيف ومشاهد أخرى

رسالة فلوريدا: مكتبة بمليوني كتاب وشاطىء نظيف ومشاهد أخرى مشهد من مظاهر الحياة بالولايات المتحدة الأمريكية
يقولون في السفر سبع فوائد، وأقول إنه بالنسبة للصحافي هو ثمان أو تسع فوائد...الصحافي وهو مسافر لا يغمض عينيه إلا وهو نائم. فضوله المعرفي والمعلوماتي والخبري يحفزه على الاكتشاف والسؤال والحوار والتواصل. عيناه ترصدان كل شيء يمكن أن يفيد القارى والمتتبع.
في هذا السياق، تنشر جريدة "
أنفاس بريس"، حلقات يومية عن مظاهر الحياة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي يوميات للزميل محمد شروق من مدينة ميامي ونواحيها، ميامي( ولاية فلوريدا)، عاصمة الترفيه والشواطىء الجميلة والشمس والخضرة والنخل والأشجار، والشواطىء القريبة من كوبا ومن دول أمريكا اللاتينية.
 
الحلقة الخامسة: 
رسالة فلوريدا 
كل شيء في أمريكا يحيلك على التفكير في المتناقضات..بقدر ما كل خدمة بالدولار، فإن خصلة التطوع حاضرة بقوة..هناك أشخاص لايحتاجون للمال بقدر ما هم في حاجة إلى الاحساس بالسعادة، وخدمة الآخر بدون مقابل مصدر سعادة بالنسبة لهم..
أتواصل مع العائلة بالمغرب، فيقولون لي الجو بارد وهناك أمطار من حين لآخر، وأرد عليهم أنه منذ وصولي إلى أمريكا مدينة (دايفي) بولاية فلوريدا، وأنا لا ارتدي إلا الملابس الصيفية.
يوم أمس الأربعاء 16 فبراير، ذهبت رفقة مضيفي صديقي عبد الرحيم انعامي المقيم هنا من أزيد من عقدين إلى شاطىء لودر دايل..الناس تأخذ حماما شمس على رمال جد نظيفة، وتسبح في المياه الشديدة الزرقة..
فجأة نرى عروسين بلباس الزفاف، وحدهما رفقة ثلاثة مصورين يلتقطون لهما صورا وشريط فيديو.. تذكرت أعراسنا نحن المغاربة عندما نذهب كعريسين إلى أجمل حديقة أو كورنيش في المدينة لنلتقط الصور، مرفوقين بالعائلة والأصدقاء..
طبعا هناك فرق واضح في العادات والتقاليد كما هو الفارق الزمني ( 5 ساعات)..
قبل الذهاب إلى الشاطيء، قمت رفقة صديقي بزيارة لكلية نوفا Nova المتعددة الاختصاصات.. بمرآب السيارات، وفي الجناح المخصص للضيوف، تطلب ركن السيارة 20 دولارا (حوالي 220 درهم). أما الأداء فيتم كالعادة عبر الهاتف.
 لكن ما لاحظته هو عدة أضواء بإشارات زرقاء، فقال لي صديقي: هذه صفارات إنذار يكفي لمن تعرض لتحرش أو عنف أن يضع أصبعه على الزر حتى يحضر الأمن بأقصى سرعة.. 
الملاحظة الثانية التي وقفت عندها بالمرآب هي الشحن المجاني للسيارات الكهربائية.
في مدخل الكلية، التقيت بطلبة تقودهم طالبة فلسطينية  يجمعون إعانات مادية لضحايا الزلزال بتركيا ولشعب سوريا.
كان هدفي من الذهاب إلى كلية نوفا هو زيارة المكتبة التي سمعت هنا كثيرا...بناية من خمسة طوابق مفتوحة لجميع الفئات العمرية..مليونا كتاب وعشرات الحواسيب رهن إشارة الزوار وكل شيء بالمجان..مقاعد مريحة وأجواء تفتح الشهية على القراءة..
الطابق الأرضي مخصص للأطفال وهناك قاعة لورشات الرسم وفنون أخرى..
في جميع الممرات، سماعات الهاتف، يكفي أن ترفعها لتسمع صوتا يقول لك: هل من مساعدة؟
هنا لاحدود لكمية الكتب التي يمكن أن يحملها الطالب إلى بيته، على أن يعيدها إلى المكتبة في أجل شهر واحد..أما  آلات النسخ فبالمجان.. 
بجانب المكتبة، مطعم ومقهى وقاعات رياضية متاحة للطلبة مجهزة بأحدث التجهيزات والأدوات، وطبعا بالمجان..
الجميل أن المسؤول الأول عن المطعم والمقهى شخص مغربي لم يكن من حظي اللقاء به، لكن التقينا بزوجته المكناسية اللطيفة..
مابين الكلية والشاطىء، حوالي 20 كلم، سلاسة في الطريق واحترام تام لقانون السير لأن الغرامات لا تقل عن 180 دولار (حوالي ألفين درهم)..
الغريب أن حزام السلامة غير إجباري والتجاوز من اليمين مسموح به..
أنا هنا منذ ستة أيام، لم أر بعد أية حادثة سير أو توقيف الشرطة لسائق..