الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

بفعل السيبة.. قنبلة بيئية ستنفجر قريبا بجماعة أولاد عمران بإقليم سيدي بنور

بفعل السيبة.. قنبلة بيئية ستنفجر قريبا بجماعة أولاد عمران بإقليم سيدي بنور

تلقت جريدة "أنفاس بريس" عدة مكالمات هاتفية من مواطنات ومواطنين يقطنون بدوار أولاد الشيخ (أكبر تجمع سكاني بالمنطقة) التابع للجماعة القروية أولاد عمران بعاملة سيدي بنور، حيث استنكروا ما يتعرضون له طيلة الأسبوع من تلوث بيئي وأضرار صحية ونفسية جراء استنبات فضاءات وسط القرية، لحرق "خُرْدَةْ" الحديد والأسلاك النحاسية ومتلاشيات بعض المواد باستعمال عجلات السيارات للحصول على معدن الحديد والنحاس.

هذه الظاهرة أضحت تساءل أكثر من قطاع وجهة بعمالة سيدي بنور وسرية الدرك الملكي، والصحة والتعليم...بعد أن تسببت في عدة أمراض تنفسية وجلدية أصابت النساء والأطفال دون حسيب أو رقيب.

"تهجم علينا أدخنة الحرائق ليل نهار وتتساقط على رؤوسنا حبيبات تلك المحروقات على بيوتنا، وأصبحنا تحت رحمة سحب الدخان الكثيفة التي حولت كل أغراضنا إلى سواد بما فيها الأطعمة؟!". تحكي إحدى المواطنات من دوار أولاد الشيخ والتي أصيبت بمرض الربو وضيق التنفس والاختناق كلما باشر هؤلاء حرائقهم المحرمة قانونا.

السؤال الذي ينتصب إزاء هذه الممارسات غير القانونية، ضدا في المحيط البيئي، هو من صرح ورخص لتلك الفضاءات العشوائية التي استنبتت بالقرب من ساكنة دوار أولاد الشيخ؟ طبعا الجواب عن السؤال يحيلنا على انتشار الظاهرة بالمنطقة بدون ترخيص اللهم غض الطرف وذهن السير يسير. والأكثر بشاعة في الظاهرة أن أغلب من يقتات من هذه الأعمال المحرمة يشغلون أطفالا مكانهم الطبيعي هو المدرسة.

فهل يليق بنا أن نعاين ظاهرة تشغيل الأطفال واليافعين في مثل هذه الأعمال الشاقة والمتعبة والتي تتسبب في أمراض كثيرة دون أن نحرك ساكنا؟

في هذا السياق طالبت عدة أصوات من رئيس الجماعة الترابية بأولاد عمران بتحريك المساطر والإجراءات الزجرية وتطبيق القوانين ذات الصلة لضمان على الأقل أمن واستقرار الساكنة وحمايتها من التلوث وحماية الأطفال مما يتعرضون له من عنف نفسي ومادي معنوي من أجل الحصول على دريهمات يمنحونها لأسرهم لمواجهة الحياة الصعبة في زمن الغلاء.

فلاح من المنطقة (متقاعد من سلك التعليم) استنكر ما تتعرض له أراضيه الزراعية من تلوث جراء تساقط حبيبات الدخان الكثيف ليل نهار أمام مرأى ومسمع من الجهات المختصة والتي من المفروض فيها التدخل لتطبيق قوانين البيئة ذات الصلة بالملف. "لم أفهم ما هي الأسباب التي تقف مانعا في وجه عناصر الدرك الملكي (شعبة البيئة) أمام تطبيق القانون وحماية المنطقة من التلوث البيئي؟".

وطالب نفس المتحدث للجريدة من عامل الإقليم والمسؤول الأول عن الدرك الملكي بسيدي بنور بفتح تحقيق في الملف الذي سيتسبب لا محالة في هجرة بعض الأسر من الدوار كرها في تعارض مع الحق في الحياة والأمن والاستقرار وبيئة نظيفة ومتوازنة؟". حيث اعتبر أن "دخان حرائق متلاشيات الأسلاك النحاسية ومعدن الحديد وسط أهالي الدوار بفعل جشع هؤلاء المستهترين بحياة البشر والحيوانات والأراضي الزراعية قنبلة بيئية ستنفجر قريبا".

تجدر الإشارة إلى أن جريدة "أنفاس بريس" كانت قد تطرقت لنفس الملف في مقال سابق تحت عنوان: "أدخنة وروائح كريهة تلوث ساكنة قيادة أولاد عمران ومدينة سيدي بنور" بتاريخ (الخميس 12 مارس 2020)، حيث مرت ثلاثة سنوات دون أن تحرك الجهات المسؤولة ساكنا لحماية المواطنات والمواطنين.

فهل ستتحرك الجهات المسؤولة وتضع حدا لملف التلوث البيئي لجبر الضرر الحاصل بدوار أولاد الشيخ الذي أطلقت ساكنته صرخة استغاثة مرة أخرى قبل فوات الأوان؟