الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

بداد: الشيخ سيدي احمد الركيبي ملك جماعي لامادي لجميع القبائل الصحراوية

بداد: الشيخ سيدي احمد الركيبي ملك جماعي لامادي لجميع القبائل الصحراوية بداد محمد سالم
قال الله تعالى: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)
وفي سورة أخرى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) 
على الجميع أن يعلم علم اليقين أن قبائل الصحراء، جسم واحد وعائلة واحدة، وقبائل الرقيبات ليست في حرب مع أي قبيلة، ولسنا في حاجة لا إلى معاهدات ولا إلى اتفاقيات، نحن أخوة وأبناء عمومة وخؤولة، وبيننا روابط دم ونسب وجوار تسموا فوق كل اعتبار. 
نحن قوم نحتكم للعرف والعادة وتلك عقودٌ أكثر قوة وعروة، من مشهد مجاملة، أو توقيعات لعقود قد تمزق أوراقها أو ينفذ أثر مداد الأقلام التي كتبت بها، تبعا لأي حادث أو طارئ..
إن ما جسدته صورة التضامن بين القبائل هو منظر ينم عن وعي جماعي بالمنطقة، يجب أن يستثمر لصالح الجماعة، ولترسيخ ثقافة الجماعة الديمقراطية.
فالجماعة في فلسفة القبائل الصحراوية بصفة عامة، والرقيبات بصفة خاصة، نظام ديمقراطي، يقف فيه الممثلون للفروع كتفا بكتف، ندا لند، على نفس المستوى، لهم نفس الحيز من سلطة القرار.. فلا مجال في عرفنا وقانوننا للحكم الفردي.
فحكومتنا أعضاؤها هم "أعيان جماعة"، لا رأس لهم ولا تراتبية بينهم. 
ورب ضرة نافعة، فما وقع من إساءة إلى الجناب الطاهر للشيخ الشريف، سبط النبي الأمين، الشيخ سيد أحمد الرقيبي تحركت لصدها فئات مختلفة من المجتمع "الشيوخ، النساء، الشباب، مسؤولين، نخب، مثقفين، شعراء.." 
لتُظْهِر أن هذا الشيخ، ملك جماعي لجميع القبائل، ولهم الحق  جميعا في المنافحة والذود عنه، وهذا دليل على أن الموروث اللامادي هو ملك للجماعات وليس للأفراد. 
فليس الدفاع عنه حكرا على أبنائه فقط، بل هو حق لجميع أبناء القبائل الصحراوية، بدون استثناء، وحق لأبناء عمومته، من المشيشيين والأدارسة والعلويين والحسنين والحسينين والأشراف من آل بيت النبي الأطهار، كما أنه حق وواجب على المسلمين لهم، تحقيقا للمودة لرسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم، في قربته ودفاعا عن عترته، من آل بيته. وتبعا لذلك فإننا ندعو إلى تمتين عروة الوحدة، ليس بين قبائل الرقيبات فقط. أو بين أفراد كل قبيلة على حدى، بل بين جميع قبائل المنطقة، ولكن، ليس لإثارة النعرات القبلية أو تهديد السلم والاستقرار الإجتماعي، الذي ننعم به، وليس من أجل توظيف الرموز والخطوط الحمراء لدى مجتمعنا واستثمارها للمصالح الخاصة والضيقة، بل تحقيقا للوحدة والتضامن والتماسك الإجتماعي في أرض السلام، أرض الأولياء.. 
صحيح أننا جميعا الآن نضع الخلافات والتجاذبات السياسية المشروعة جانبا، لكن على الجميع، في المقابل، أن يعي أن ترسيخ المكتسبات وتثبيتها أصعب بكثير من تحقيقها، لذلك وجب علينا أن نحافظ جميعا على ما تحقق منها، لما فيه صالح البلاد والعباد.. 

بداد محمد سالم /منتخب بمدينة العيون