صافي الدين البدالي إن التواضع من شيم الرجال الكرام، فهو يرفعه تواضعه في عيون الناس، ومن تواضع للناس ربح رهان التواضع الذي هو الاحترام والتقدير وربح ثقة الأمة فيه. ومن تكبر وتجبر على الناس فإنه يسقط من أعين الناس ويناله سخط الناس.
وما نعيشه مع حكومة أخنوش هو التكبر والترفع و تقاسم المناصب والكراسي و المصالح و توظيف الأبناء والأقارب في كواليس الحكومة.. وفي غفلة عن الشعب المغربي. إن مناسبة هذا القول هو تصريح السيد وزير العدل على خلفية نتائج مباراة المحاماة التي جرت يوم 4 دجنبر 2022 حيث تم الإعلان عن أسماء الناجحين في هذه المباراة والتي تضمنت العديد من الأسماء العائلية قد تكون لها صلة بشخصيات سياسية في حكومة أخنوش وأخرى تشتغل في مهنة المحاماة.
وجاء في تصريح وهبي عقب أن تفجرت فضيحة نجاح عدد من أبناء المسؤولين في امتحانات ولوج مهنة المحاماة، أن “إبنه درس في كندا، لكون والده ثري ودفع مصاريف دراسته خارج المغرب”. مضيفا أن إبنه درس في كندا وله " جوج إجازات " نحن لسنا ضد ابن وهبي الذي له الحق في التعلم خارج الوطن أو داخله ومن واجب أبيه تأدية مصاريف الدراسة عليه !!
لكن وهبي كوزير في الحكومة وكرئيس حزب سياسي مشارك في الحكومة لم يقدر المسؤولية حق قدرها لما صرح علانية بأنه أرسل ابنه لكي يدرس في الخارج لأنه ثري. لأن ذلك تحقير لأبناء المغاربة الفقراء وتبخيس للشواهد التي يحصلون عليها من الجامعات المغربية كما كان هو كذلك قبل أن يكون محاميا ولا وزيرا.
ويعتبر تصريحه اساءة للتعليم في المغرب وهو مسؤول حكومي عن العدل وعن وحقوق الإنسان.
ولقد نسي الوزير بأن أبناء الفقراء درسوا ويدرسون في الخارج لتفوقهم وحصولهم على منح من دول رائدة في التعليم العالي والبحث العلمي، مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والتي تطلبهم لما يتميزون به من ذكاء ومن موهبة ومن تواضع. وهم الذين لا يتباهون بشواهدهم ولا يبحثون عن وسيط حكومي أو مسؤول سياسي حتى يتم اختيارهم في المباراة على حساب الآخرين، بل لهم من الكفاءات و من المواهب ما يجعل الدولة تلجأ إليهم لخدمة الوطن في الداخل وفي الخارج.
إنهم أبناء الفقراء وأبناء التعليم العمومي. فبدل ان يقوم وهبي بفتح تحقيق نزيه وعميق في ظروف وملابسات نتائج المباراة كوزير للعدل ومسؤول عن القطاع سقط في شراك الدفاع عن ابنه وعن الناجحين؛ وفتح الباب مرة أخرى على مصراعيه لكل الاحتمالات التي يمكن أن يقوم بها المجتمع المدني للدفاع عن حقوق أبناء الفقراء وعن التعليم العمومي في البلاد واحترام مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص بين أبناء الشعب في التوظيف وفي المباراة.
إن وزراء حكومة أخنوش لم ينتهوا من إصابة الشعب المغربي بمصائب الفساد والمحسوبية والزبونية والرشوة والإفلات من العقاب.
إن حكومة أخنوش كلما طال عمرها طال همها..
صافي الدين البدالي ، فاعل سياسي وحقوقي
