الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

الوحداني: كلنا مسؤولون فيما يقع في جهة كلميم من فواجع قوارب الموت

الوحداني: كلنا مسؤولون فيما يقع في جهة كلميم من فواجع قوارب الموت محمد الوحداني
على هامش كارثة قارب الموت ببلدية ميراللفت العاصمة السياحية لجهة كلميم واد نون، أود أن نضعنا نحن نخب وأبناء هذه الجهة المنكوبة، أما إمتحان مقترح لتجاوز أزمة الهجرة القسرية بجهة كلميم واد نون، فكلنا_مسؤولون، وبكل شجاعة أخلاقية ونضالية وتاريخية أقول إننا في حاجة إلى مقاربة تشاركية لإيجاد حل ميداني لا افتراضي لما تعيشه هذه الجهة التي ما زالت مصرة على هدر الزمن التنموي، في الوقت الذي تسير فيه مختلف الجهات الجنوبية للمملكة المغربية من مراكش مرورا بجهة سوس ماسة ووصولا جهتي العيون والداخلة!.
 
أولا أود أن أترحم على شهداء قارب الموت ، ضحايا الهجرة القسرية لمواطنين ومواطنات مغاربة بفعل الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية بحثا عن العيش الكريم بعد كارثة أول أمس التي راح ضحيتها ما يقارب العشرين مواطنا و مواطنة .
 
وكلما وقعت كارثة من هذا الحجم، وإلا تكرر معها نفس الأسطوانات في الاعلام ومنتديات التواصل الاجتماعي، وبوسطات تضامن ودعاء وشجب، مثل عاصفة، تهدأ بعد حين، في انتظار كارثة أخرى وهذا من ما نعيشه منذ عقود ! و كأن الدعاء و الغضب اصبحا رياضة افتراضية، نتوهم معها أن هذا هو الحل! إنه تمرين نفسي ننفس من خلاله عن شعور الذنب اتجاه شباب وأطفال وعائلات تشتشهد في جهة تتوافر على مؤهلات اقتصادية وطبيعية وبشرية (فلاحية ومعدنية وبحرية وسياحية وثقافية، وجيش من افضل أطر العالم وفعاليات اقتصادية، من أغنى التجار المغاربة)  بإمكانها أن تجعل هذه الجهة ليس من أغنى الجهات في المغرب ولكن في العالم!. 
 
السؤال الحقيقي هل تكفي الإدانة الافتراضية؟ هل يكفي الدعاء؟ هل يكفي تحميل المسؤولية للدولة؟ للحكومات؟ للمنتخبين؟... إلخ  
إنه أسهل سبيل للتخلص من المسؤولية الجماعية، فكلنا مسؤولون، والاستمرار الممنهج في البحث عن مشجب الأخر... كي نعلق عليه فشلنا الجماعي في حلحلة هذه القضية، انها قضية الحق في الحياة التي هي أس القضايا الإنسانية، إذن لا مجال هنا للمزايدات السياسية أو الإنتخابية أو تصفية الحسابات بين كل الفرقاء. 
 
إنني ادعونا هنا إلى اجتراح حل نهائي وتشاركي بين الدولة والحكومة والمنتخبين والنسيج المدني والحقوقي والنقابي وأطر المنطقة، وفي صدارة هذه المقاربة التشاركية الفعاليات التجارية لإستثمار المؤهلات الإقتصادية لجهة كلميم واد نون، دون إغفال فئة جالية الجهة، التي لولاها - والكل يعرف حجم مساهمتها الكبيرة في حفظ كرامة عيش الاف الاسر من خلال إعالتها التضامنية -  فلو وفرت لها ظروف الإستثمار وتم تشجعيها، من خلال تفعيل كل الخطابات الرسمية، حول التسهيلات التي يجب ان تقدم لها، في كل مناسبة، على أرض الواقع بالجهة، لقامت بدور استثماري مهم، وخلقت فرص شغل كفيلة بتوفير ظروف العيش الكريم للمواطنين، اللذين يهاجرون قسرا الى بلدان العالم، بحثا عن لقمة العيش في مشاريع ( سياحية و تجارية و فلاحية ...الخ ).
 
تتوافر هذه الجهة الغنية، على امكانات خلق مشاريع بل وأفضل منها..... ويموت من أجل الوصول اليها والعمل فيها، مئات المواطنون سنويا من أبناء وبنات هذه الجهة؛ وباعتبار جزر الكناري الوجهة التي يهاجر اليها كل المهاجرين القسريين من أبناء جهة كلميم واد نون! فإن مقارنة هذه الجهة مع جزر الكناري سنتأكد يقينا أننا تتوافر على قدرة تنافسية طبيعيا ومجاليا أفضل منها بكثير، فهي مجرد أرخبيل من الجزر البركانية، لكن مشروع المجتمع الذي أسسته وفر آلافا من مناصب الشغل، بفعل جدوى المشاريع السياحية التي تستقبل ملايين من السياح، وتساهم في خلق رواج اقتصادي مهم. 
 
لذلك وغيره كثير، يمكن أن أختصر الكلام، وأقول كلنا مسؤولون، وقد وصل حرج ما يقع، إلى ضرورة الخروج من هذا النفق، والدعوة إلى طرح بدائل تشاركية والمرافعة حولها مع الجميع وبين الجميع، ليس هناك جهة واحدة مسؤولة ولكن كلنا مسؤولون، من هنا ومن شجاعة الاعتراف وحسن القصد، والعمل التشاركي يمكن أن نخرج من هذه المٱسي المتكررة.