السبت 18 مايو 2024
فن وثقافة

شفيق نيبو: مطرب الحي لا يطرب ببلادنا وأجره بخس

 
 
شفيق نيبو: مطرب الحي لا يطرب ببلادنا وأجره بخس

في إطار انفتاح "أنفاس بريس"، على الطاقات المغربية الفنية الشابة، نستضيف الفنان الشاب "شفيق عمر نيبو" ابن مدينة الناظور، الذي داع صيته في المغرب وفي العالم العربي، وسجل ويسجل نسبة مشاهدة كبيرة على "اليوتوب"، بعد الضجة التي أثارها حين تقدم سنة 2013 للمشاركة في برنامج المسابقات الغنائي لقناة "إم بي سي" (آراب أيدول)، إذ خلال مروره بتجارب الأداء أمام اللجنة المكونة من أحلام (الإماراتية)، نانسي عجرم وراغب علامة (اللبنانيين) وحسن الشافعي الموزع الموسيقي المصري. حكى واقعة مفادها أنه تعرض للنصب والسرقة على يد موزع موسيقي مصري راحل، كما أفاد أن المطربة المصرية "شيرين" كانت تشتغل "كورال" بفرقته بمصر.

"أنفاس بريس" استضافت هذا الفنان الشاب وأجرت معه هذا الحوار...

 

+ لنبدأ من البداية، متى كانت انطلاقة عمر شفيق نيبو الحقيقية، هل بعد المشاركة في تجارب الأداء في برنامج " أراب أيدل" سنة 2013 والضجة التي رافقت هذه الإطلالة، أم قبل ذلك؟

- بدايتي كانت بدار البريهي سنة 1999 قدمني الملحن القدير شكيب العاصمي بمجموعة من الأغاني، وتعاملت مع العديد من الملحنين الكبار أمثال إبراهيم بركات والفنان حسن ميكري.. قدمت عروضا بأهم مسارح المملكة.. إلا أن طموحي رغم صغر سني آنذاك (أتحدث عن 1999 و2000 ) كان بلا حدود، انتقلت إلى المشرق بين مصر ولبنان وسوريا وبعض دول الخليج، وهي جولات نتج عنها مثلا مشاركتي في بطولة مسرحية  "الطوفان" من إخراج الدكتور "عبد الرحمن عرنوس" كما قدمت بعض الإنتاجات  الغنائية مع الموسيقار حسن أبو السعود ونبيل غزاوي من لبنان وشعراء كبار عدة من بينهم بهاء الدين محمد ومصطفى السبيلي  ...

+ من كان ينتج لك هذه الأعمال الغنائية؟

- صراحة الإنتاج كان من مال أبي وقد فر لي (حفظه الله) الإمكانيات بدءا بإقامة بأرقى المناطق وكل التكاليف والدعم المعنوي لأحقق حلمي الفني، إلا أن القدر أوقعني في شباك لصوص الفن ودهاليزه القدرة وبين مد وجزر اعتزلت سنة 2007 بآخر حفل كضيف شرف على خشبة المسرح الملكي بمراكش ...

+ من هم لصوص الفن الذين تحدثت عنهم؟

- منهم من فارق الحياة... لا أود أن أخوض في هذا الموضوع كثيرا. لقد تكلمت عنهم بصريح العبارة في برنامج "آراب أيدل" خلال استفزازي من طرف منتج البرنامج والمغنية الإماراتية أحلام، التي لم تستسغ أن تشتغل الفنانة المصرية شيرين في بدايتها كورال مع مغربي شاب.. الكل يبدأ من الصفر وهذه المسألة بالنسبة لي لا تؤثر على اسم شيرين، لكنها للأسف تنكرت لماضيها ولم ترض به، هل بإمكاننا تغيير التاريخ الموثق بالصورة والفيديو؟؟ طبعا لا... ويمكن الاطلاع على اليوتوب لتعرفوا صدق كلامي، لم أكن أنوي الحط من قيمة شيرين، هي التي تنكرت لي في الواقع (عند لقائي بها في المطار).. وفي الشاشة الصغيرة عند سؤال مقدمة لها ببرنامج تلفزيوني مصري عن معلوماتها بخصوص اسم المغربي شفيق نيبو، وأحلام الإماراتية ساهمت في تضخيم المسالة بمعية مهندسي هذا "السكوب" التلفزيوني بقناة "إم بي سي"، رغم أن الفيديوهات التي تبين هذه الفترة من حياتي وحياة شيرين منشورة بالنيت سنة 2011.

+ لماذا في نظرك ستكون مستهدفا من طرف برنامج "آراب أيدل" والفنانة أحلام كي يستفزوك، ألا ترى أنه بقبولك للمشاركة في التباري ببرنامج خاص بالمسابقات الغنائية أضحيت مثل أي مشارك عادي؟

- ومن لديه الحق في منعي من المشاركة؟؟ هذه حريتي الفنية واختيار شخصي  نابع من إيماني بالمنافسة الشريفة، لكن الصدمة كانت مؤسفة، إذ وجدته برنامجا يهدف بالدرجة الأولى إلى الربح المادي واستغلال الشباب العربي وتحقيره. وللأسف أعاد هذا البرنامج تكرار الحيف والظلم والتهميش وهي أمور تعرضت لها في صباي كشاب يهوى الغناء ويريد أن يطور من أدائه، لقد  "منتجوا" (كلمة مستخرجة من المونتاج/ توضيب الصورة)، المشاهد الخاصة بي أمام لجنة التحكيم ونصبوا لي فخا كي يصنعوا مني أضحوكة تلفزية، لجلب نسبة مشاهدة مرتفعة لصالح قناة "إم بي سي".. إلا أن الله سبحانه وتعالى أنصفني وانقلب السحر على الساحر، فانتشر اسمي وشاعت قضيتي بكل أرجاء العالم العربي، وساندني الكثير من الغيورين على الفن والناقمين على فساد دهاليزه وإدارات الإنتاج، ورغم تعتيم إعلام مصر على قضيتي كان وسيلة الإنترنيت كفيلة بنقل الحقيقة.

+ بحكم أنك من الشباب المغاربة الذين توسلوا في اللهجة المصرية واللبنانية والانتشار والنجومية، ما رأيك في المطربين العرب الذين يتوسلون الدارجة المغربية للغناء بها واكتساح الساحة الغنائية المغربية؟ هل ترى أن الأمر يبرز انتشار الدارجة المغربية أم أنه مجرد استرزاق؟

- منذ زمن طويل خاض أهل "المَغـْنى المشرقي" تجربة الأغنية المغربية من بينهم الشحرورة صباح، التي أبدعت وقاربت التفوق بأغنية "ما أنا  إلا بشر" للموسيقار عبد الوهاب الدكالي.. وفي فترة السبعينات كانت الأغنية المغربية حاضرة بالخليج العربي، وساهم في ذلك الملك الفنان الحسن  الثاني رحمه الله، حيث كان القصر الملكي فضاء لتبادل الفنون والثقافات والتلاقح الموسيقي المغربي المشرقي.. لا تنسى أن مجموعة من أغاني عبد الوهاب وأم كلثوم تم غناؤها بنفحات وإيقاعات مغربية.

+ لم تعط رأيك بخصوص غناء المطربين العرب بالدارجة المغربية؟

- لنتكلم بصراحة شديدة.. في نظرك هل كثرة الأغاني المغربية من أهل الغناء المشرقي يمكن اعتبارها حبا في لهجتنا وثقافتنا،وفننا؟ربما هذا الحب الصادق لمسته من اثنين فقط: حسين الجسمي وميريام فارس بسخائهما الفني في إنتاج الأغنية المغربية أو المغاربية. الباقي  توزيع فقير وركيك ورخيص وكلمات هشة واللحن مقتبس وممزوج بأكثر من لحن مغربي بطريقة غير منسقة. وعن الكلمات (يضحك) سوقية.. المصطلحات والمواضيع ضعيفة على مستوى الطرح. لقد ثبت عبر تجارب عدة  أن المغاربة هو الشعب الوحيد القادر على إتقان اللهجات بلكنة أي بلد آخر.

+ هل تبرر بهذا الجواب حديثك وغناءك خلال مرورك بتجارب الأداء ببرنامج "أراب أيدل" سنة 2013 باللهجة اللبنانية؟ أم أن الأمر كان ذكاء منك للحصول على صوتين من اللجنة بكسب تعاطف (راغب علامة ونانسي عجرم) بحكم أنهما من "لبنان الكرامة" كما غنيت؟

- حديثي باللهجة اللبنانية، يومها، كانت له عدة أسباب، أولها: أنتم كجمهور وإعلاميين وصحفيين، لا تعلمون أني قبل ظهوري بـ "إم بي سي" وعبر الإنترنت، عشت سنين طوال بالمشرق. ثانيا: قبل دخولي للتصوير كنت على علم بمقلب محضر لي، وأحسست أن شيئا ما سوف يسيء إلى صورتي كشاب مغربي، فلم يبق لي سوى المجازفة والحكمة في التصرف والأجوبة. ثالثا، وليس آخرا، كانت فرصة لتوصيل قضيتي ورسالة  لكل الوطن العربي، انسجاما مع مقولة "فوق طاقتك لا تـُلام".. فأنا لن أستطيع إيصال ونشر اللهجة المغربية في خمس دقائق. هذا دور الإعلامي المغربي ،وليس أنا ولا غيري.. مثل سميرة سعيد وليلى غفران وجنات... إلخ.

+ لماذا لا توجه عبارات اللوم للجمهور المشرقي على عدم متابعته لأعمال المغاربة الغنائية باللهجة المحلية؟

- الشعب المشرقي غير ملام لعدم متابعة أو فهم اللهجة المغربية، لأن إعلامهم حاصرهم بثقافتهم وفرضوها على العالم العربي منذ زمن طويل. وفي رأيي هذا يدل على أنانية وقمع إعلامهم للفن والثقافة المغاربية منذ عهد قديم، لنكون تابعين لفنهم  وغير متابعين من طرف جمهورهم كي يفرضوا إنتاجاتهم ويكتسحون أرجاء العالم العربي، بكل وضوح هي سياسة فنية تجارية اقتصادية. وعن إعلامنا حدث ولا حرج يستقبل كل ما هو مشرقي برحابة صدر دون تصدير لأعمالنا والمطالبة بالمعاملة المماثلة، لأننا نحن لا غيرة لدينا على فنانينا وثقافتنا وأعمالنا.. نسترخص الإنتاج، لا نحترم المشاهد المغربي بتقديم له الإنتاج الراقي والإبهار، كي يحيى ضمير الانتماء وتصدير هويتنا الفنية إلى الخارج، إذن خلاصة الموضوع في تغنيهم بالمغربي مسألة اقتصادية فقط، بعدما أصبح الشرق الأوسط شبه معدوم على مستوى الحفلات والمهرجانات، وهم يعرفون جيدا محبتنا لهم  وطبع الكرم المبالغ فيه اتجاههم..فمطرب الحي لا يطرب ببلادنا وأجره بخس ومتواضع .. فأهلا بهم في مهرجانات المغرب وخيرات المال العام.

+ ماهو جديد شفيق عمر نيبو الفني ؟

- بعد نجاح أغنية "أنا كنت في الجنة" على اليوتيوب و في منتديات عربية كثيرة، دون دعم إذاعي أو تلفزي، طرحت أغنيتين بعنوان "مالك" و"لوكو لوكو" للأطفال، لكن لم أقم بترويجهما ماديا على النيت، لأن المغرب العربي وأهل بلدي ينتظرون مني أغنية مغربية .. وأنا في صدد تحضيرها وتصويرها "فيدو كليب"،  لكن سأطرحها بعد صدور ألبوم  "صوت وعود"،  أثناء انطلاق موسم "عار آيدول" 3 (يقصد أرب أيدُل بتحريف الإسم)، لكي أرد الاعتبار لموهبتي، وسأعني بأربع لهجات  المغربي  والمصري واللبناني والخليجي، بمصاحبة عازف عود محترف انتقيت أجمل قطع الزمن الجميل  ولهذا اللون  مستمعيه.