الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

ماء العينين يعدّد طفرات التنمية والديبلوماسية في مدن الصحراء منذ إعمارها إلى اليوم

ماء العينين يعدّد طفرات التنمية والديبلوماسية في مدن الصحراء منذ إعمارها إلى اليوم محمد فاضل ماء العينين ومشهد من الطريق السريع تيزنيت الداخلة المنجز مؤخرا
عدّد محمد فاضل ماء العينين، وهو باحث مغربي، رئيس جمعية صحراء الكفاءات، طفرات التنمية الاقتصادية والإجتماعية التي تحققت في مدن الصحراء المغربية منذ الشروع في إعمارها إلى اليوم".
وأوضح ماء العينين في تصريح لموقع "أنفاس بريس"، أن التنمية الإقتصادية والإجتماعية ليست وحدها هي من تحققت، بل تعدّتها إلى نجاحات الديبلوماسية المغربية في مسار امتد لنحو 47 عاما".
وفي ما يلي التصريح الكامل للباحث محمد فاضل ماء العينين:
 
تأتي ذكرى المسيرة الخضراء كل سنة مخلّدة لمجموعة من العبر المستخلصة من أرقى صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي الأصيل، الذي أبى إلا أن يستنفر همّته الوطنية في مسيرة سلمية ليسترجع جزء هاما من هويته وتاريخه وثقافته وتراثه المستلب منذ 1884 من طرف إسبانيا التي اقتطعت منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب.
 
وبعد نجاح المسيرة الخضراء التي عكست أسلوب المغاربة الحضاري في الذود عن وحدة أراضيهم و تشبثهم بكل شبر من أراضيهم، بدأ المغرب مسيرات أخرى وكأن كلام المغفور له محمد الخامس حينما قال ''خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" قد التقطه وارث سره الحسن الثاني فبدأ مسيرة التنمية بمجهودات جبارة لإرساء وتقوية البنيات التحتية الأساسية من طرق وموانئ ومدارس ومستشفيات واستثمارات اقتصادية بهدف إعطاء دفعة قوية للنشاط الإقتصادي بالمنطقة، لتستمر مسيرة البناء والتنمية التي لم تتوقف من ذلك الحين الى يومنا هذا.
 
وقد اختار الملك محمد السادس مسارا تنمويا متطورا يواكب الطفرة الإقتصادية والإجتماعية العالمية فقد شهدت المناطق الجنوبية ثورة تنموية شاملة غير مسبوقة، طالت العديد من المجالات أبرز محاورها الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي تطلب استثمارات بقيمة 77 مليار درهم، يروم خلق أقطاب تنافسية، ويستند على دعامات أساسية هي تقوية محركات التنمية ومصاحبة القطاع الإنتاجي وإدماج المقاولات الصغرى والمتوسطة وتطوير التنمية الاجتماعية وتثمين الثقافة الحسانية والتدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة وتقوية شبكات الربط والتواصل وتوسيع صلاحيات الجهات وتمكينها من آليات الاشتغال وخلق وإحداث آليات مبتكرة للتمويل .
 
واليوم أصبحت الصحراء المغربية منارة حضارية وسياسية وإقتصادية يهتدى بها تتقاطر إليها الدول من أجل الإستثمار وفتح القنصليات فيها، ولا شك أنها ستكون نموذجا واقعيا للتنمية الحقيقية على أرض الواقع.
 
واستطاع المغرب كسب الرهان بتحديد الأولويات بعد استرجاع أقاليمه وذلك وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتوفرة وكذا التحديات التي يفرضها السياق الدولي، وذلك بالرهان على تنمية وتطوير البنيات التحتية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، مما ساهم بشكل كبير في تحقيق طفرة قوية لمناخ الاستثمار بالمنطقة والانتقال من اقتصاد الريع والامتيازات ودعم الدولة إلى اقتصاد يرتكز على المبادرة وتوفير مناصب الشغل وخلق الثروة على قواعد متينة وآليات محورية تتمثل بالخصوص في الكفاءة والاستحقاق مما أسس لانطلاقة تنموية جديدة حقيقية ومندمجة بالأقاليم الجنوبية.
 
وقد استطاع المغرب بعد سنوات من التضحيات ومن الجهود السياسية والتنموية توفير الشروط لإطلاق مرحلة جديدة تجعل هذه الأقاليم نموذجا للتنمية المندمجة ومركزا اقتصاديا يكون همزة وصل بين المغرب وعمقه الممتد نحو الدول الإفريقية. فبعد مرحلة التأسيس جاءت مرحلة إرساء تنمية حقيقية مندمجة خصوصا مع تولي الملك محمد السادس والتي غيرت المشهد الاقتصادي والاجتماعي في الأقاليم الجنوبية بفضل ما أعلن عنه من استثمارات ضخمة تهم مشاريع كبرى في مختلف المجالات.
 
ونحن على أعتاب نصف قرن من الزمن حقق المغرب طفرات مهمة نحو تنمية حقيقية تعتبر الوسيلة المثلى لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء وهي رسائل متعددة للمجتمع الدولي من أجل أن يطلع عن قرب عن ما تحقق من تنمية وتقدم ورخاء في مختلف المجالات في الأقاليم الجنوبية منذ عودتها للوطن الأم.