الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: في الرد على مرافعة النقيب نورالدين خليل

خالد أخازي: في الرد على مرافعة النقيب نورالدين خليل خالد أخازي

دأب موقع "أنفاس بريس" منذ تدشينه على ترسيخ قيم المهنية وتقديم منتوج إعلامي متوازن وغير متحامل لا حليف له إلا للوطن والحقيقة وقضايا المغرب العليا، لهذا ففور توصله برسالة الصادق ماء العينين والتي تطلب إقالة الرئيس الذي لا يعنينا نحن من هو وإن تعلق الأمر برئيس الحكومة، اعتمادا على مسطرة الغياب، قلت من منطلق قناعة الموقع بالكتابة المتوازنة أعطيت الفرصة ضمن الأعراف المهنية والأخلاقية للنقيب نور الدين خليل الذي هو أيضا عضو في فريق التسيير ليدلي برأيه في النازلة...

وطبعا للنقيب باع طويلا في المساجلات والمرافعات القانونية...

برافو سي خليل...

لقد دحضت وفندت كل حيثيات صاحبك الصادق ماء العينين...

وأتخيلك الآن تضع رجلا على رجل وإن كنت تدخن سيجارا تتسلطن وأنت ترمي بدوائر يشرد بها خيالك...

أتخيلك وسط الحواريين ومن يمدحونك ويرفعون شأن ردك إلى مصاف العباقرة...

أتفهمك بنشوة القلم كنشوة النبيذ..

أتخيلك الآن في مكان ما تنتشي بنصرك.. وبفتواك القانونية التي لا يشق لها الغبار...

ولمً.. لا... فأنت النقيب... وسي أخنوش لا يرد نيابة عنه إلا النقباء..

حيثياتك كانت قوية مقنعة مفحمة... لكنها تقنية بلا نكهة اجتماعية وينقصها فقه مقاصد القانون لا القانون الذي يمتحن غيه طلبة الحقوق..

وحججك كانت دامغة...

لولا أنك أضفت للمقالة القانونية ما لا يقبله القانون...

أضفت التوابل والبهارات...

وزكيت ما لا يزكيه إلا عمله...

ألم ننته بعد من هذا العبث...؟

أتظن أخنوش في حاجة إلى من يكتب نيابة عنه تلك الفقرة الأخيرة البراقة...

قصة أخنوش أكبر منك ومني...

فدعك من لغة المتنبي في مجالس كافور...

فب الحقيقة قانونيا أقنعتني...

وأنت فارس في مضمارك...

غلبتنا بالأرقام والفصول والمراجع...حتى تهنا...

نحن الشعب..

لسنا المحكمة الإدارية

ولسنا الداخلية...

ولسنا المجلس الدستوري...

كلمنا بلغتنا... واحتفظ بمرافعتك للجهات التي مازال في صدرها سعة لسماع الحيثيات والمرافعات والتبوريدة القانونية...

فالبحث عن " طرف الخبز" وقهر الزمان والإنسان ضاقت بهما صدورنا... فلسنا مثلك...

مشاؤون كفلاسفة اليونان...

نحن... عداؤون... كعداء أثينا... الذي مات في يده شعلة..

نعم القانون ... كالعجين... يمكن عجنه حسب الظروف...

القانون تقنيا يرجح كفة صولتك وجولتك..

لمننا الشعب...

فخاطبنا بلغتنا...

كنا نعتقد أن العضوية هي الأصل...

والرئاسة وما يليها فرع...

كنا نعتقد أن الرقابة على الرئاسة مسلط أقوى.. فوق رقبتها سيفان... سيف الغياب بصفتها العضوية وسيف الإقالة والاستقالة التي ينظمها القانون لأسباب أخرى...

بربك كيف طاوعك قلمك وجعلت من رئاسة المجلس مؤسسة...؟

كل من صحا باكرا في هذا الوطن" يصنع مؤسسة..."

كلام كبير هذا...يا نقيب

كلام يفرح الطواويس ويربك الشعب... والناخبين

ألم تكفكم تخمة المؤسسات...؟

يا سيدي نحن الشعب...

كلمنا لغتنا...

أو لنتحدث من أفق أوسع : فقه القانون لا القانون....

من منظور آخر... مصلحة البلد والعباد... وفلسفة الملك وجوهر الديمقراطية التشاركية

المواطنة... المسؤولية... ربط المسؤولية بالمحاسبة...

التدبير الترابي فلسفة... تواصل يومي... حضور حار بين الناس ومع الناس وفي قلب التحولات العامة....

لن تجد جوابا في الأدبيات القانونية ولا في اجتهادات محاكم باريس ولا مصر ولا المجلس الاعلى...

الغياب لا يعوضه حضور تدشين... ولا حفل... ولا ظهور عابر...

الغياب.... انسحاب سلس...

الغياب احتكار ناعم...

الغياب...رغبة رقمية في الديمقراطية...

ديمقراطية عددية بلا روح ولا أفق..

تا الله سل أخنوش نفسه..!

تدبير جماعة أصعب من رئاسة حكومة...فهي بلا حاجب ولا جهاز أمن ومحاطة بالشعب غضبا أو فرحا.... هي مكشوفة...هشة كسيارة غير مصفحة في منطقة ساخنة..

إذا كان الرئيس يتغيب ولا مجال له لتدبير شؤون جماعته... نظرا لمسؤوليته الكبيرة ... فليتركها لغيره... خدمة للصالح العام... لا يهم غواية الأرقام... الزعامة وهم... وشهوة قاتلة..

أما التفويضات والتتبع عن كثب والحضور الميداني فهذه لغة لن تنطلي حتى على أخنوش نفسه... ولا أظنها ستدغدغ مشاعره...

فأخنوش ثاني رجل في هرم السلطة...

وفران وقاد بحومتو...

راه حيدها البيجيدي...في زمن قياسي..

فهل تظن أنه في حاجة إلى مرافعة عصماء تنتهي بابتداع مؤسسة جديدة، وكلام عشق ما قاله وربي مالك في خمر...

خاطبنا بلغتنا...

بلغة من انتخبوه...

لا أعرف هذا العضو الذي كتب طلب الاستقالة...

شغلو هذاك..

لكل حساباته...

لكن رجاء كفى عبثا...

كفى صناعة للوهم..

فأخنوش ليس في حاجة إلى المديح والمزمار والطبل...

إن كنت تحب الرجل وتحترمه... لا تصنع منه مؤسسة... فيكفيه مؤسسة الرئاسة.. وهي سلقة ومتعبة...

ولا تتشدق بالكلام المعسول.. فلست في مجلس مؤانسة...

فحتى أخنوش" عايق" وقافز... ويعرف.. الصدق من الزيف....

ويميز بين كلام القلب وكلام العجب...

شخصيا لا أطالب أحدا بالاستقالة...

لأني لم أنتخب أخنوش بأكادير...

لكن رجاء احترموا ذكاءنا..

واحترموا ذكاء أخنوش..

الصمت أحيانا فتح رمزي للكبار...

ولكي أكون معك صادقا يعجبني صمت أخنوش مقابل عجعجة كاهن خطابات الكاغيط..

 

خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل