الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: فنان آخر الزمان (2)

ادريس المغلشي: فنان آخر الزمان (2) ادريس المغلشي
الإختلاف سنة كونية درجت عليها الأمم، لأننا لسنا نسخا تتكرر لبعضنا البعض. تتفاوت الرؤى والمقاربات فيما بيننا وهو أمر طبيعي ومتوقع، كن لايجب بالضرورة أن يفضي بنا لمشاحنات ومواقف تدفع للتصادم حد التصفية. فلايخضعها  للمكيدة والمناورة دون المواجهة إلا الجبان. 
 
لقد شكلت "مجموعة لرصاد" بمختلف مكوناتها نقطة ضوء ساطعة في سماء الفن وقوة فرضت نفسها داخل مجال لم يكن سهلا وسط أسماء ومجموعات وازنة. حيث اجتمع فيها ماتفرق في الآخرين ولا مجاملة لاتقف عند كلماتي المكتوبة قبل أن ترجع لارشيفها وتستمع بإمعان لكل المقاطع ستقف لامحالة على رصيد فني رائع وذاقيمة جمالية تعكس واقعا عايشناه ولن ننس أحداثه مادامت أغانيها تحفظه بأمانة وجمالية.

إن مجموعة لرصاد لم تلق الدعم والدعاية الكافية كالباقي. لكنها بقوة الكلمة وفنية العزف استطاعت أن تتجاوز كل الحدود والعراقيل فرسخت في أذهان الجميع حفظا ودراسة .
 
فوجئت كباقي المتتبعين بخبر الإنشقاق وظهر جليا الصراع حول الإسم وإرث المجموعة وكنت أتمنى أن يجمع الشمل أحد الطرفين تتوفر فيه الحكمة. لكن انتظرنا حكم القضاء الذي قال كلمته ونصف مجموعة لرصاد .فلجأ الطرف الآخر إلى إسم العشاق وهنا تبين أن الحكم القضائي يضمن ملكية الإسم ومعه كل الأعمال التي تمت في تلك الفترة. وهو أمر لم يستسغه  الآخر.
 
لقد عبرت بكل حيادية في إطار التفاعل ومن منطق القاعدة القانونية التي تقول ( أن من يحمل شرعية الإسم هو من له ملكية العمل). فانتفض صاحبنا ضدي بنعوت وألفاظ خارج اللباقة والأدب عوض الامثثال لحكم القضاء  فسقط من عيني كفنان كما يدعي. وتأملت كلامه ومفرداته فخرجت بخلاصة أن عنصر الصوت الشجي وجمالية الإلقاء مهما علا شأنها لاتشفع لمن فقد دماثة الأخلاق .
بعد حسم الملف لدى القضاء يظهر جليا أن صاحبنا فقد الوعي وجن جنونه فسعى لحرق كل الأوراق ومما يدلل على التهور وسوء التقدير أن يذهب في تعليقه على اسم لرصاد في إحدى برامج موقع معروف بتصريح غريب  قوله ( أن لرصاد تعني أحرفها ترجمة حقيقية وحرفية لجبهة البوليساريو ). تلقيت رده بصدمة كبيرة  وقلت مع نفسي الهذه الدرجة يستطيع أن يدفع الحقد بصاحبه لتخوين إخوة إلى عهد قريب كانوا في مجموعة واحدة ؟..
في لحظة المحن تظهر معادن الناس، فعلا الحقد أعمى بصره ولم يعد يخضع كلامه لا لمنطق ولا للحقيقة. فتيقنت أن مثل هؤلاء الأشخاص الذين تضخمت لديهم الأنا وأصبحوا غير قادرين على تمييز الأشياء والاعتراف بالوضعية الجديدة .
ماذا ننتظر منهم اذا كانت عقليتهم على هذه الشاكلة؟ تأكدت أن رده وتعقيبه على ماقلت منسجم تماما مع ماجاء في تعقيبه على الإسم. فعلا لا أملك سوى القول كان الله في عون الفن إذا تمكن منه مثل هؤلاء.
فلنصل جميعا  صلاة الجنازة .