ميمونة الحاج داهي: "الكَسَّالة".. الوجه الآخر لمعاناة الكادحات في الحمَّام
التقيت بها كأنني اصطدمت بمرآة الحقيقة. لم تكن موظفة عمومية، ولا منتمية لنقابة، ولا حاملة لشهادة. وليست من معارف عزيز، كانت "كسّالة" في حمام شعبي، امرأة بنصف جسد، ونصف حياة، وكل التعب. تتحرك بصعوبة، وقد التصق الوجع بركبتها كما يلتصق الصابون البلدي بجدار الحمام. تنقل الماء الساخن من الحوض، تسكبه، تفرك الجسد، تتلقى الأوامر، وتكتم الألم. سألتها إن كانت تملك تأمينا صحيا، فضحكت كما لو أني سألتها إن كانت تملك حسابا في بنك سويسري. "ما ...