عبد الواحد الفقيهي: عود الثقاب (لَوْقِيدْ).. شرارة الحياة الصغيرة
في زاوية المطبخ، في جيب الفلاح، أو في صندوق الأدوات، كانت علبة عود الثقاب ترقد هادئة. وكأنها شيئا بسيطا بسيط القيمة. عود الثقاب لم يكن مجرد شيء.. بل كان يحمل في رأسه الصغير سرا كبيرا، سر النار، وسر النور. لم يكن مجرد عود صغير قابل للاشتعال، بل كان وعودا صغيرة بالدفء، وبالضوء، وبالحياة. في المطبخ، كان عود الثقاب هو بداية كل طهي، يقف هناك بجانب الموقد، ينتظر أن يؤخذ برفق، فيشتعل، فتشتعل النار، وتبدأ الروائح في الصعود. كانت الأمهات ...