الجمعة 1 نوفمبر 2024
نشاط ملكي

بثته معظم القنوات: رقم قياسي عالمي في متابعة لقاء البابا فرانسيس مع أمير المؤمنين

بثته معظم القنوات: رقم قياسي عالمي في متابعة لقاء البابا فرانسيس مع أمير المؤمنين
في بث مباشر عبر مختلف قارات العالم (قدرت نسبة المشاهدة عبر قنوات الفاتيكان والكنائس المسيحية والقنوات العربية، بما يقارب 1.5 مليار مشاهد، موزعين بكثافة بين أمريكا الجنوبية والوسطى والقارة الإفريقية وأروبا وكندا والدول الهند - صينية وأستراليا ونيوزيلاندا)، قدم المغرب صورة مبهرة للعالم، من خلال تفاصيل زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس (الأرجنتيني الأصل)، التي تمت فيها المزاوجة باحترافية تواصلية، ومرجعية حضارية بليغة، بين فضاء مسجد حسان الأثري، وبين هندسة منصة الإستقبال بتوابل تواصلية جد رفيعة، وبين منطوق خطاب العاهل المغربي محمد السادس ومنطوق خطاب قداسة البابا فرانسيس. وأنه حتى مع المطر الغزير، الذي انحبس عن المغرب منذ أسابيع، اكتملت صورة للرضى فوق الأرض ومن السماء.
لقد وقف العاهل المغربي، بصفته أميرا للمؤمنين، وهو من سلالة صاحب الرسالة الإسلامية، الرسول محمد الكريم، كي يخاطب العالم بلغات أربع (عربية، إسبانية، إنجليزية ثم فرنسية، بفصاحة بليغة وتمكن عال)، كي يقول له إن التطرف من كل القارات لا يتوحد في الإنتماء للدين بل إنه يتوحد في الجهل بالدين، إسلاما ومسيحية ويهودية.
وأن يقول وهو يخاطب التاريخ، ويبصم فيه أثرا لن ينمحي، أن اختيار توقيت زيارة قداسة البابا للمغرب، في شهر رجب بالضبط، إنما هو رسالة لصدى ذكرى هجرة أصحاب جده الرسول محمد إلى الحبشة المسيحية هربا من بطش أهلهم من قريش بمكة. فالمعنى هنا بليغ. وأيضا أن حرص جلالته على أن يكون اللقاء بفضاء مسجد حسان، وعند مصب نهر أبي رقراق في المحيط (كناية على انفتاح المغرب والمغاربة تاريخيا على العالم وعلى الحضارات عبر الماء)، إنما لأنه فضاء تاريخي يأتي في منتصف طريق بين مسجد الكتبية في مراكش والخيرالدا بإشبيلية بإسبانيا.. فالعاهل المغربي هنا، يخاطب معنى التاريخ ورسالة الحضارة.
بينما توقف قداسة البابا، عبر عناوين عدة، عند معنى أن يكون المغرب أرضا للتلاقي من أجل المساهمة في إيجاد الحلول لمشاكل البشرية، عبر الحوار الديني وتكوين أطر التأطير الديني من الرجال والنساء من إفريقيا وأروبا، وعبر مؤتمر المناخ ومؤتمر الهجرة وفتح المجال للتعدد الديني كرافعة للتلاقح والحوار والتعلم انتصارا لتكريم بني البشر.
هذا يوم من التاريخ، سيبقى مختلفا، عميقا، بهيا، مفرحا.. كانت أرض المغرب موعدا له.. كثافة في الرسائل، عمقا في الكلمات، صورا لتربية العالمين على المحبة والجمال والحضارة والتعايش..