السبت 14 ديسمبر 2024
منبر أنفاس

أحمد بشتاوي: يأسٌ في أعماق الوطن

أحمد بشتاوي: يأسٌ في أعماق الوطن

مَا أَغْبَانِي...

إِذْ ظَنَنتُ أن وطني سَيَحْتَضِنُ أَعْمَالِ

 

ما أغباني...

إِذْ حَلمْتُ. وقد صُودِرَتِ الأَحْلامِ فِي الأَوْطَانِ

فَفِي وطني.. فُصِّلَتِ السِّياسة على مَقَاس

وفُصِّلَتِ الثَّروة على مَقَاس

وفُصِّلَتِ الثَقافة على مَقَاس

وَلا مَقَاسَ في وطني لِلأَفْعَالِ

 

ما أغباني...

إِذْ ظننت أن الوطن لِلْكُل

وأن الفِكْرَ حُر

وَأَنْْ تَمَّتَ تَكْرِيمٌ للإنسانِ

 

ما أغباني...

إِذْ رَمَيْتُ بِنَفْسِي في حُضْنِ الوَطَن

فَكُنْتُ الغَرِيبَ...فَوقَ أَرْضِهِ

والمَنْسِيَّ فِي ذَاكِرَةِ فِكْرِهِ

والسَّجِينَ بلا سِجْنٍ أَوْ سَجَّانِ

 

ما أغباني...

إِذْ هَمَّ النَّاسُ من حَوْلِي يُهَاجِرُون

وَبَقِيتُ كَالوَتَدِ ثابتا في مَكَانِ

 ما أغباني...

إِذْ صَارَ النَّاسُ من حَوْلِي يَائِسُون

وَتَمَسَّكْتُ بالأملِ والأحلامِ

 

ما أغباني...

إِذْ وَثِقْتُ بِأَرْض غُيِّبَتْ نَوَامِيسُ عَدْلِهَا

فَلا حَظَ فِيها لِلْعِرْفَانِ

 

ما أغباني...

إِذْ أَكْتُبُ هذه الأَسْطُر

وَكُلِّي يَقِينٌ

أَنْ لا مَكَانَ لها في سَلَّةِ المُهْمَلاتِ

لِأَن القُمَامَةَ فَاضَتْ في بَلَدِي

حتَّى أَصْبَحَت في الشَّوَارِعِ بَادِيَةً لِلْعَيَانِ