الجمعة 26 ديسمبر 2025
فن وثقافة

الحسين بكار السباعي يناقش أطروحة دكتوراه حول الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان

الحسين بكار السباعي يناقش أطروحة دكتوراه حول الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان الحسين بكار السباعي يناقش كيفية تشكيل الإعلام للوعي الحقوقي بالمهاجرين
شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، يوم الاثنين 22 دجنبر 2025، مناقشة أطروحة دكتوراه تقدم بها الأستاذ الحسين بكار السباعي، المحامي بهيئة اكادير، تناولت موضوع "التناول الإعلامي لقضايا الهجرة وحقوق الإنسان: المغاربة المقيمون بالخارج أنموذجا"، في تخصص الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.

وجاءت هذه الأطروحة لتشكل ثمرة مسار أكاديمي ومهني طويل، جمع فيه الباحث بين الخبرة القانونية والحقوقية وممارسة ميدانية في مجال المحاماة، إضافة إلى تكوين أكاديمي رصين بجامعة القاضي عياض بمراكش، قبل أن يواصل دراساته العليا وينال دكتوراه في الآداب من جامعة ابن زهر.
 
قدم الباحث في أطروحته مقاربة نقدية تجمع بين التحليل الحقوقي والدقة المنهجية، مبرزا الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تشكيل صورة المهاجر المغربي، وتحويله من مجرد ناقل للخبر إلى فاعل رمزي يسهم في تشكيل الوعي العام وصناعة السياسات.

وركزت الدراسة على تمثلات صورة المرأة المغربية المهاجرة في الإعلام الرقمي الفرنسي والإسباني وبعض المنابر المغربية، معتبرا أن الإعلام ليس وسيطا محايدا، بل فاعلا أساسيا في إنتاج المعاني وصياغة التمثلات المرتبطة بالهجرة وحقوق الإنسان.
 
خلصت الأطروحة إلى أن الخطاب الإعلامي، رغم تنوعه وتعدد فضاءاته الرقمية، ما يزال في كثير من الأحيان يعيد إنتاج الصور النمطية عن المهاجرين، خاصة النساء.

ففي الإعلام الفرنسي، تُمنح المرأة المغربية حضورا رمزيا مشروطا بين نموذج "النجاح النخبوي" أو "الضحية التي تحتاج إلى تقويم ثقافي"، بينما يطغى في الإعلام الإسباني خطاب إنساني تعاطفي يصورها كضحية صامتة للهشاشة والاستغلال.

أما الإعلام المغربي، فغالبا ما يتبنى خطابا احتفاليا وتمجيديا، يبرز قصص النجاح الفردي للمهاجرات، دون التعمق في تحديات التجربة الحقوقية والاجتماعية أو إتاحة المساحة لصوتهن الذاتي.
 
وأكد الباحث في خلاصة عمله على ضرورة الانتقال من الخطاب الرمزي أو التعاطفي إلى خطاب حقوقي مسؤول، يعترف بالمرأة المهاجرة كفاعل اجتماعي مستقل، ويعكس واقع الهجرة بعيدا عن الصور النمطية والتجميل الإعلامي.

وقد شكلت المناقشة العلمية لهذه الأطروحة لحظة فكرية بارزة داخل فضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، لما حملته من رؤية نقدية جديدة تسعى إلى إعادة الاعتبار للبعد الإنساني في معالجة قضايا الهجرة وحقوق الإنسان.