حوّلت ورشة “طريقة كتابة السيناريو الوثائقي”، التي أطّرها، الجمعة 12 دجنبر 2025، السيناريست والسينمائي المصري وليد سيف، مركز خريبكة سكيلز إلى مختبر حيّ لاكتشاف جوهر الحكاية الوثائقية، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ16 للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، وسط حضور لافت لصناع الأفلام والمهتمين.
وقدّم مدير المهرجان الحبيب ناصري مدخلاً مكثفاً فتح شهية المشاركين للغوص في عوالم بناء السيناريو، قبل أن يقودهم وليد سيف في رحلة عميقة نحو فهم كيفية تشييد الفيلم الوثائقي من نقطة البداية: الشخصية، باعتبارها نبض الفيلم ومحركه الدرامي والإنساني.
وأكد سيف أن الشخصية الوثائقية ليست “موضوعاً” يُصوَّر، بل حياة تُراقَب، وتحمل تحولات وأحاسيس وأسئلة تشكّل العمود الفقري للفيلم. واعتبر أن نجاح السيناريو لا يرتبط بالحدث في حد ذاته، بل بقدرة المخرج على التقاط التحول، وصياغة السؤال، والإنصات إلى ما تخفيه التفاصيل الصغيرة.
وشدد على أن المخرج الوثائقي يحتاج إلى حس بصري حاد، وقدرة عالية على الملاحظة، ومرونة في تتبع المسار غير المتوقع للشخصية، لأن الوثائقي—كما قال—«فن البحث قبل أن يكون فن الحكي».
وعُرض خلال الورشة فيلمان قصيران، “الأخطبوط” و“لذيذة”، فتحا باب نقاش غني أتاح للمشاركين إعادة التفكير في طرق كتابة الوثائقي وبناء عوالمه بعين إنسانية وشاعرية.
ورحلت الورشة بالحاضرين إلى عمق الفكرة الوثائقية، تاركةً لديهم مفاتيح جديدة لقراءة الشخصية والسؤال والمسار، في لحظة إبداعية ألهمت المخرجين الشباب وأعادت تعريف معنى كتابة السيناريو في السينما الوثائقية.

