Thursday 11 December 2025
منوعات

المصطفى حمزة: مدينة الفوسفاط هبة نجد الكنتور عاصمة إقليم اليوسفية

المصطفى حمزة: مدينة الفوسفاط هبة نجد الكنتور عاصمة إقليم اليوسفية مشاهد من اليوسفية
- "هذه المقالات، هي إهداء إلى كل العاشقين المتيمين بحب هذه المدينة المنبعثة من ترابها الزاهي، والحاضنة بعشق أبدي مدثر بقيم إنسانية نبيلة، لكل السواعد التي ساهمت ذات يوم في انبعاثها".
1 - اليوسفية هبة نجد الگنتور:
عند مدخل نجد الگنتور من ناحية الشمال، المنفتح على تأثيرات الطبيعية والبشرية لقبيلتي دكالة وعبدة، تنتصب مدينة اليوسفية عاصمة إقليم اليوسفية الفتي، شاهدة على تاريخ ودينامية نجد الگنتور الذي تعتبر هبة له. 
تفيد الإشارات الواردة في العديد من المصادر التاريخية، أن نجد الگنتور شكل عبر مساره التاريخي وخاصة في الفترة الحديثة من تاريخ المغرب، محورا طرقيا استراتيجيا ربط مابين مدن دكالة القديمة (أزمور، المدينة الغربية...) ومدينة أغمات عبر بحيرة زيما ورباط شاكر من جهة، وما بين نفس المدن ومدينة مراكش بعدما حلت هذه الأخيرة محل أغمات من جهة ثانية. 
وكانت هذه البقعة من الأرض الفوسفاطية، ملجئا للقبائل المتمردة على الغزو البرتغالي خلال توسعاته في منطقة دكالة، مثل قبيلة أولاد عمران الجنوبية. هذه الأهمية الإستراتيجية لنجد الگنتور كانت مقرونة بديناميكية سكانية، ترجمها احتواءه على مجموعة من التجمعات السكانية المهمة، التي اندثر بعضها (بني تميم) ولا زالت معالم البعض الآخر قائمة إلى يومنا هذا، وفي حاجة إلى الاهتمام بها من طرف المهتمين بعلم الآثار، مثل (تكرنت) و (گراندو).
   
وإذا كنا لا نعرف بالضبط تاريخ تأسيس مدينة اليوسفية الحالية، فإن ما عرفته من تحول على مستوى الإسم الذي كان في البداية (كشكاط Kachkat)، ثم تحول إلى (لوي جانتي Louis Gentil) وأخيرا (اليوسفية Youssoufia)، يوحي بتواجدها قبل اكتشاف الفوسفاط بنجد الگنتور، كما يجعل منها امتدادا للمدن السالفة الذكر (تكرنت) و (كراندو).
 
تشير مجموعة من الوثائق التاريخية إلى أن مدينة اليوسفية الحالية، كانت في السابق تحمل إسم (كشكاط) نسبة إلى أحد الأودية الموسمية (وادي كشكاط) الذي يخترقها حاليا من الجنوب، وقد كان اسم "كشكاط" متداولا بشكل قوي في المراسلات الفرنسية والعربية المتبادلة بين المسؤولين المحليين بالمدينة وباديتها، والمراقب المدني المقيم بمركز الشماعية آنذاك قبل سنة 1931م.
يتبع