أولا لابد أن نتوقف عند مفهوم الإنجاز الرياضي المرتبط بحدث رياضي قد يكون وطنيا أو جهويا أو قاريا أو عالميا، والذي تجاوز صعود فرد إلى منصة التتويج إلى إنجاز عالمي حين يتعلق الأمر ببطولة كونية. الإنجاز الرياضي يستمد وجوده من شعار الألعاب الأولمبية: الأعلى والأقوى والأسرع.
أمام وتيرة التحولات المتسارعة التي يشهدها الإعلام الرياضي عالميا، فإن الإعلامي المغربي مطالب اليوم باللحاق بالركب السريع وأن يصبح شريكا أساسا في الترويج أولا للإنجاز، وليس النفخ فيه، وثانيا بضمان استمراريته، طبعا وفق ضوابط مهنية متفق عليها. من الضروري إذن أن يواكب الإعلام الرياضي هذا التحول، ويساهم في إذكاء الروح الوطنية ونشر دعوة "تامغرابيت" بين الجمهور، عبر الاستثمار في المخزون الثقافي لبلادنا وتوظيفه في استراتيجية القوة الناعمة. لاسيما وأن إنجازات منتخباتنا تجعل المواطنين يخرجون للشارع للاحتفال بالإنجاز، وهم يبتلعون غضب الزيادات في الأسعار ويؤجلون همومهم من أجل المنتخب.
كيف يمكن للإعلام الرياضي أن يساهم بشكل احترافي في تطوير الرياضة المغربية ويعزز مكانتها في الساحة الدولية، قبل وأثناء وبعد الاستحقاقات الرياضية الكبرى؟
الإعلام يصنع الرأي العام في كثير من المجالات ومنها الرياضي طبعا، لكن يحتاج إلى أسلحة مهنية أكثر، وإلى ظروف اشتغال أحسن وإلى هيكلة حقيقية تجعله يضع مسافة بين التعاطي المهني مع الحدث، وبين الركض خلف الإثارة، حتى يلعب دوره في مكافحة التعصب الجماهيري وتقريب المتتبع لعمق المنافسات، من خلال تبني خطاب هادف ومسؤول، يستحضر القيم الفضلى للرياضة، والانتقال بالإنجاز الرياضي من مجرد نتيجة عابرة إلى فرصة لتقوية أواصر الانتماء والاعتزاز في المجتمع.
لكن بقدر ما سارعت الحكومة إلى بناء الملاعب والفنادق والطرق والمستشفيات، استعدادا للاستحقاقات القادمة، بقدر ما فوضت أمر بناء القطاع الإعلامي لمبادرات معزولة، إذ لم ترصد الدولة ولو درهما واحدا لتأهيل الإعلام الرياضي للأحداث الوشيكة.
حسن البصري، إعلامي رياضي